وفي الإصحاح ١٣ و ١٤ و ١٥ :
وجرى بعد ذلك أنّه كان لأبشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار ، فعشقها أخوها من غير أمّها اسمه أمنون بن داود ، فاحتال عليها ، فتمارض وطلب منها ان تمارضه ، فلمّا دخلت عليه اضطجع معها. ثمّ إنّ أخاها أبشالوم تمكّن بعد سنتين أن يثب على أخيه أمنون فيقتله. وبعد مدّة ثار على أبيه داود ، فطارده بجيش عظيم ، وفرّ داود من وجهه. وممّا ارتكبه أبشالوم من الشنائع أن دخل على سراري أبيه أمام جميع إسرائيل.
هكذا لعبت اليهود بقداسة نبيّ الله داود عليهالسلام فوصموه وأهل بيته بأفضع وصمات منافية للشرف والعفّة ، فجعلوا منهم اسرة تعيث في الخطايا والدنس بكلّ ألوانه!
أمّا القرآن فجاء ليطهّر ساحة الأنبياء فيصوّر من داود قدّيسا وعبدا منيبا إلى الله (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ. إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ. وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ. وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ). (١)
(وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ). (٢)
(اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ). (٣)
وقد ذكرنا حديث اختبار داود عليهالسلام بما يبرّئ ساحته النزيهة عن أمثال تلك الخرائف الإسرائيلية ، عند الكلام عن تنزيه الأنبياء. (٤)
القرآن والأناجيل
زعم «تسدال» أنّ النصرانيّة كانت أحد المصادر التي أخذ منها القرآن ، في حين أنّ من هذه المصادر ما لم تكن موثوقة بل كانت لفرق شاذّة لها أساطير غريبة اعتمدها القرآن.
وزعم أنّ قصّة مريم وابنها المسيح عليهماالسلام لم ترد في كتب النصرانية المعتمدة ،
__________________
(١) ص ٣٨ : ١٧ ـ ٢٠.
(٢) ص ٣٨ : ٣٠.
(٣) سبأ ٣٤ : ١٣.
(٤) في الجزء الثالث من التمهيد.