زعزعه ، رفعه ، بسطه. ونتقت المرأة أو الناقة : كثر ولدها فهو يعطي معنى البسط والكثرة والانتشار والتوسّع وإذ كان هناك بسط وتوسّع في أعالي الجبل كان ذلك رفعا أي ارتفاعا بالشيء وتعاليا به ، وليس قلعا من مكانه وانتقالا له إلى محلّ آخر في السماء ، كما زعم.
قال الراغب : نتق الشيء : جذبه ونزعه حتّى يسترخي ، كنتق عرى الحمل. قال تعالى : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ).
وهذا يعطي معنى : التزعزع في قلل الجبل وانتزاع صخور عظيمة منها وتدلّيها جانبيا مطلّة على القوم وهم في أسفل ، وكانت كأظلّة مطلّة عليهم ، والأظلّة كما تصلح من علوّ كذلك تصلح من جانب ، وفي كلتا الصورتين تصدق الفوقية.
وبذلك اتّضح معنى قوله تعالى : (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) أي رفعناه جانبيا ، لا شيء سواه.
قصّة داود وامرأة أوريا
جاء في «صموئيل الثاني» الإصحاح ١١ :
كان داود أقام في أورشليم ، وكان في وقت المساء ، قام وتمشّى على سطح البيت ، فرأى امرأة تستحمّ ، وكانت جميلة جدّا. فسأل عنها فقيل له : إنّها بثشبع بنت اليعام امرأة أورياء الحثّى. فأرسل داود إليها وأخذها واضطجع معها فحبلت منه. فكتب داود إلى يوآب قائد معسكره ، وأرسله بيد أورياء ، وكتب فيه أن اجعلوا أورياء في مقدّمة الجيش ليقتل. ففعل يوآب ما أمره داود وقتل أورياء. فلمّا سمعت امرأة أورياء بموت زوجها ناحت عليه. وبعد انقضاء أيّام النياحة أرسل داود فضمّها إلى بيته ، وجعلتها مع نسائه فولدت له ابنا ، ومات ذلك الولد ... وأمّا الأمر الّذي فعله داود فقبح في عيني الربّ.
وفي الإصحاح ١٢ :
وعزّى داود بثشبع بموت ولدها ، واضطجع معها ثانية فولدت له ابنا فدعا اسمه سليمان ، فكان سليمان قد ولد من امرأة اغتصبها داود من زوجها ، وتآمر على قتله!