واعتبرها خرافة وهمية. وحجّته في ذلك عدّة شبه في ذهنه :
١ ـ أنّ ولادتها لعيسى ، حسبما جاءت في القرآن ، أشبه ما يكون باسطورة «ميلاد بده» عند الهنود ، حيث ولد «بده» من عذراء لم يمسّها رجال.
٢ ـ خدمتها للهيكل ، مع أنّ هذا لا يجوز للنساء.
٣ ـ ذكر القرآن أنّها اخت هارون أخي موسى بن عمران ـ على حدّ فهمه ـ واعتبر ذلك من الخطأ التاريخي في القرآن.
وهكذا أنكر كلام عيسى في المهد ، وكذا المعجزات التي ظهرت على يده ممّا ذكره القرآن ، مثل صنعه من الطين طيرا ثمّ يكون طيرا بإذن الله. وقصّة المائدة التي نزلت من السماء. وصلب عيسى عليهالسلام حيث نفاه القرآن ، في حين قد أثبته الكتاب المقدّس.
ومثل : نزول عيسى في آخر الزمان. ومسألة التبشير بمقدم نبي الإسلام حسبما ذكره القرآن ، ولم يأت في الإنجيل ... ونحو ذلك من امور سردها «تسدال» بهذا الشأن سرد عاجز سقيم. (١)
الصدّيقة مريم عليهاالسلام
أنكر «تسدال» قصّة الصّديقة مريم عليهاالسلام أن تكون وردت بهذا الشكل في كتب النصرانية المعتمدة ، واعتبرها خرافة.
قال الدكتور رضوان : هذه القصّة من الشهرة والانتشار والبداهة في الوسط المسيحي بمكان ، حتّى أنّ فرقة «البربرانية» (٢) منهم ألّهوها وابنها المسيح عليهماالسلام نظرا لولادتها لابنها بطريقة خارقة للعادة ، وقد أشار القرآن الكريم لقضية تأليههم لهما عليهماالسلام. (٣)
أمّا زعم «تسدال» أنّ القصّة غير موجودة في الكتاب المقدّس فيردّه ما ورد في
__________________
(١) راجع : آراء المستشرقين حول القرآن الكريم ، ج ١ ، ص ٢٩٠ و ٢٩٦.
(٢) جاء في «الفصل في الملل والنحل» لابن حزم ، ج ١ ، ص ٤٨ : ومنهم ـ طوائف النصارى ـ البربرانية ، وهم يقولون : إنّ عيسى وأمّه إلهان من دون الله عزوجل ، وهذه الفرقة قد بادت.
(٣) في قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) المائدة ٥ : ١١٦.