جبال شاهقة
تمتدّ من البحر الأسود حتّى بحر قزوين ، التي تمتدّ لتصل بين البحرين طوال ١٢٠٠ ك.
م. وهي جبال التوائيّة حديثة التكوين ، شامخة متجانسة التركيب ، إلّا من كتل هائلة
من الحديد الصافي المخلوط بالنحاس الصافي في مضيق داريال. غير أنّ جسم الجبال
الصخري (جبال قوقاز) من جانبي السدّ تآكل بفعل عوامل التعرية طوال ٢٥٠٠ سنة وصار
هناك فراغ فيما بين الصخور الجبليّة وجسم السدّ الحديدي النحاسي. وأصبح كتلا ضخمة
تبعثرت في معبر المضيق.
ويشار إلى هذا
السدّ في الأطالس الجغرافيّة الحديثة بين فلادي (idalF) وكوكس (ssakauiK) وبين تفليس. ويذكره الأرمن ـ هناك
ـ في صفحات تاريخهم (الشاهد على أحداثهم) باسم «بهاك غورائي» و «كابان غورائي» أي
مضيق كورش أو «ممرّ كورش». كما أنّ سكّان گرجستان يعرفونه في بلادهم باسم الباب
الحديدي ، وذكره الأتراك في كتاباتهم أيضا باسم «دامركاپو» (قاپو). و «دامر» ـ بالتركيّة ـ يعنى : الحديد. و «قاپو» : الباب.
فالسدّ شيّد في
منطقة جبليّة بين صدفين في مضيق داريال ، وليس في مناطق سهليّة مثل سور الصين
العظيم. وقد اقيم لإيقاف زحف الأجناس المتوحّشة عبر جبال القوقاز إلى شمال مملكة
فارس وغرب آسيا ، ولم يكن لحجز مياه السيول والفيضان مثل سدّ مأرب.
وقد شيّد من
خامات الحديد واشعلت النيران لصهر النحاس ليصبّ فوق الحديد. وبقاياه تدلّ فعلا على
انطباق مواصفاته مع ما جاء في القرآن الكريم.
ولذلك عبّر
القرآن عن متانته بقوله تعالى : (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ
يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً).
إذن ، لم يكن
السدّ من الحجر ، مثل سور الصين العظيم. أو جدار «دربند» الذي بناه
__________________