سروستان وفيروزآباد على أقواس وقباب لأبنية قديمة ، يعتقد أنّها من بقايا عصر كورش الكبير ، كما يوجد حجر مكعّب الشكل يعرف بتخت طاوس في پاسارگاد على مقربة من مقبرة كورش كان واحدا من أعتاب معبد قديم.
أضف إلى ذلك «ترعة سويس» ـ قناة تصل البحر الأحمر بالمتوسط ـ ذلك المشروع العظيم ، كان أوّل من أمر بحفرها هو الملك الفارسي داريوش الأول الهخامنشي. وذلك بعد أن استولى على مصر وبلاد إفريقيّة مجاورة. وقد عثر في حفريّات هناك على ضفاف الترعة كتيبة فيها دلالة واضحة على السيرة الحسنة التي كان يراعيها ملوك فارس مع أبناء البلاد التي كانوا يمتلكونها آنذاك. الأمر الذي يدلّ على حضارة راقية كانت تسود إمبراطوريّة فارس. (١)
والأمثلة لا حصر لها في هذا المبحث من موضوعنا ، وكلّها تجيب على السؤال المطروح : هل كانت فارس على درجة من التحضّر والتقدّم بما يوفّر الخبرة الهندسيّة لتشييد السدود والأعمال العمرانية؟
ومن العرض البسيط قد تحقّقنا من تقديم كورش الخبرة والمهندسين والإشراف لسكّان منطقة سهول القوقاز وبحر قزوين والبحر الأسود.
* * *
وأمّا عن الإمكانيّات التي يمكن أن يكون قد طلبها ذو القرنين من الامم المسالمة في المنطقة الوادعة ، حسب فهمنا للآية الكريمة ، فنأخذ أوّلا : القوّة البشرية (العمالة) التي يمكن أن يكون كورش قد طلبها. فإنّ المنطقة حسب التخمين العام كانت آهلة ومزدحمة بالسكّان ويمكن حساب عدد السكّان (تقريبا) في إقليم آذربيجان ـ إرمينيّة ـ داغستان ـ جورجيا وما والاها سنة ٥٥٠ ق. م كان على الأرجح ما يقرب من ٠٠٠ / ١٧٠ نسمة. (٢)
__________________
(١) راجع : تاريخ إيران ، ص ١٢٤ ـ ١٣٢.
(٢) وذلك على حسب الإحصاءات التقريبيّة والتي قدّرت عدد نفوس العالم قبل الميلاد بثمانية آلاف سنة ، وكانت خمسة ملايين نسمة. وقبل خمسة قرون من الميلاد بعشرين مليون. وقبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة بأربعين مليون. وقبل الميلاد بألف سنة بمائة مليون. وبعده بألف : ٠٠٠ / ٠٠٠ / ٢٧٥ وفي سنة ١٦٥٠ م : ٠٠٠ / ٠٠٠ / ٥٤٥. وذلك على ـ