الدور الرابع ـ جعله أبو الكلام سنة ٥٠٠ ق. م. حيث برز كورش كأعظم ملوك العالم قاطبة ، فقد أخضع ميديا وليديا وبابل والشام وجميع الممالك الشرقيّة حتّى نهر السند وسيحون.
وبذلك توقّف سيل قبائل «سي تهين» وخصوصا بعد أن أقام كورش سدّ داريال في جبال القوقاز.
الدور الخامس تزعزع أمن الصين بجحافل جديدة من قبائل المغول الهمجيّة ويطلق الصينيّون على هؤلاء المتوحّشين اسم «هيونغ نو» وقد تحوّر فيما بعد وصار «هون». ولم يجد إمبراطور الصين بدّا من تشييد سور الصين الحجري العظيم ، لصدّ هجمات هذه القبائل.
وبذلك توقّف غزو قبائل «هون» لسهول الصين بعد بناء السور ، ولكن ذلك جعلهم يتوجّهون نحو أواسط آسيا من جديد.
وفي الدور السادس تجمّع شمل هذه القبائل في اروبا تحت قيادة «آتيلا» وقضوا على الإمبراطوريّة الرومانيّة في القرن الرابع الميلادي.
وكان الدور الأخير هو هجوم جنكيزخان على الحضارة الإسلامية من منغوليا في القرن الثاني عشر للميلاد وخرّبت بغداد. (١)
ويذكر المؤرّخون أنّ هذه القبائل كثيرا ما أفسدت في الأرض وبطشت بالآمنين وهدّمت حضارات وأراقت دماء وحرّقت زروعا ومدنا ، وكم أهلكوا الحرث والنسل؟! فهم إذن مفسدون في الأرض بنصّ القرآن ـ أصدق الحديث ـ وشهادة التاريخ.
* * *
إنّ منطقة بحر قزوين والبحر الأسود وجبال القوقاز كانت مستقرّا لجماعات من المغول والترك من فجر التاريخ ، وتتار شبه جزيرة القرم حول البحر الأسود ، والأتراك والمجريون والفنلنديون ، هم المتخلّفون من ذرّيتهم في المنطقة ، ولم يكن هؤلاء يقنعون
__________________
(١) كورش كبير ، ص ٢٧٤ ـ ٢٧٦.