منها أصحاب الكهف والرقيم. وقيل : هي مدينة دقيانوس. وفيها آثار عجيبة مع
خرابها.
وفوق هذا فقد
تضمّنت مجموعة النصوص المتعلّقة بتاريخ السلاجقة ما ينصّ على أنّ «عربسوس» هي
مدينة أصحاب الكهف والرقيم. وربما كان اكتشاف هذه الجثث الثلاث عشرة هو الأصل لهذا
القول ، ثمّ حرّف الناس «أبسس» فيما بعد إلى «أفسس»؟
وقيل : هي
البتراء (بطرا) مدينة أثريّة في الأردن وفيها المسرح الكبير ، حسبما تقدّم. ولعلّه
المراد فيما اثر عن ابن عباس ، قال : الرقيم ، واد دون فلسطين قريب من أيلة.
* * *
متى كان هذا الهروب واللجوء؟
والأكثر على
أنّه كان بعد ظهور النصرانيّة ولعلّه في بدايتها. كانت الديانة النصرانيّة دخلت في
تلك الجهات ، وكان الغالب عليها دين عبادة الأوثان على الطريقة الروميّة الشرقيّة
قبل تنصّر قسطنطين. فكان من أهل «أبسس» نفر من صالحي النصارى يقاومون عبادة
الأصنام ، وكانوا في زمن الإمبراطور «دقيانوس» الذي ملك في حدود سنة ٢٣٧ م.
وكان متعصّبا
للديانة الرومانيّة وشديد البغض للنصرانيّة ، ولذلك توعّدهم بالتعذيب ، فاتّفقوا
على أن يخرجوا من المدينة إلى جبل بينه وبين المدينة فرسخان يقال له : «بنجلوس» أو
«أنخيلوس».
وتقول الروايات
إنّ الملك الوثني الذي اضطهد النصارى كان يسمّى «داقيوس» الذي ملك ما بين (٢٤٩ ـ ٢٥١
م). أمّا الملك النصراني الذي بعث الفتية في عهده فهو الملك «تيودوس» الثاني (٤٠٨
ـ ٤٥٠ م). فتكون مدّة مكوثهم في الكهف ما يقرب من (٢٠٠) سنة ، وهذا لا يتّفق مع ما
ورد في القرآن من أنّ أصحاب الكهف (لَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)؟!
__________________