(رَبُّ
الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ).
وقوله تعالى : (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ). والمتقدّم : داود وسليمان.
وهكذا قال أبو
البقاء العكبري : قيل : إنّما جمع لأنّ الاثنين جمع.
قال أبو جعفر
الطبري : قال جماعة أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله والتابعين لهم بإحسان ومن بعدهم من علماء أهل الإسلام
في كلّ زمان : عنى الله جل ثناؤه بقوله (فَإِنْ كانَ لَهُ
إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ) اثنين كان الإخوة أو أكثر منهما ، انثيين كانتا أو كنّ
إناثا ، أو ذكرين كانا أو كانوا ذكورا ، أو كان أحدهما ذكرا والآخر انثى. واعتلّ
كثير ممّن قال ذلك بأنّ ذلك قالته الامّة عن بيان الله جلّ ثناؤه على لسان رسوله صلىاللهعليهوآله ، فنقلته أمّة نبيّه نقلا مستفيضا قطع العذر مجيئه ودفع
الشكّ فيه عن قلوب الخلق وروده.
* * *
وقال أبو بكر
الجصّاص : إنّ اسم الإخوة قد يقع على الاثنين ، كما قال تعالى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ
قُلُوبُكُما) وهما قلبان. وقال تعالى : (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ
الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) ثمّ قال تعالى : (خَصْمانِ بَغى
بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ) فأطلق لفظ الجمع على اثنين. وقال تعالى : (وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً
وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) فلو كان أخا وأختا كان حكم الآية جاريا فيهما.
وقد روي عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «اثنان فما فوقهما جماعة».
ولأنّ الاثنين
إلى الثلاثة في حكم الجمع أقرب منهما إلى الواحد ، لأن لفظ الجمع موجود فيهما.
__________________