سورة المؤمنون (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ). (١)
لكنّه تجاهل استعمال اللفظة بكلا الوجهين في العهد القديم :
كانت البريّة التي خرج إليها بنو إسرائيل ـ بعد اجتيازهم بحر سوف (البحر الأحمر) ومنطقتي شور وإيليم ـ تسمّى بريّة «سين» والتي تنتهي إلى جبل سيناء.
جاء في سفر الخروج : «ثمّ ارتحلوا من إيليم وأتى كلّ جماعة بني إسرائيل إلى برّية سين التي بين إيليم وسيناء». (٢)
وسيناء ـ بكسر السين ـ اسم جبل «حوريب» (٣) وعبّر عنه بسينيم أيضا. كما أنّ الوادي كلّه سمّي بسيناء (٤) وسينيم باعتبار فخامة هذا الجبل الواقع فيه. جاء في سفر إشعياء : «هؤلاء من بعيد يأتون وهؤلاء من الشمال ومن المغرب وهؤلاء من أرض سينيم». (٥)
قال جيمس هاكس : فسّره جماعة بوادي «سين» و «سيناء» نظرا للمناسبة القريبة الملحوظة في عبارة الكتاب. (٦)
وهكذا جاءت اللفظة في القرآن معرّبة «سيناء» بفتح السين ، و «سينين» بقلب الميم نونا كما هي العادة الجارية في لغة العرب. فلم يكن هناك تضايق من جهة الرويّ كما زعم.
ومن المحتمل القريب أنّ «سينيم» جمع «سين» باعتبار أنّ الجمع في العبرية يأتي بالياء والميم. كما في «جمليم» و «حموريم» و «ركبيم» جمع «جمل» و «حمور» و «ركب». (٧) وعليه فقد أتى القرآن بسينين جمعا بالياء والنون على النهج العربي وبذلك قد التأم الرويّ من غير تكلّف الأمر الذي اشتبه على المعرّب المتكلّف ، وكم له من نظير!
__________________
(١) راجع : ملحق ترجمة كتاب الإسلام ، ص ٤١٨ ، والآية ٢٠ من سورة المؤمنون.
(٢) سفر الخروج ، الإصحاح ١٦ / ١.
(٣) راجع : قاموس الكتاب المقدّس ، ص ٤٩٨ مادة «سيناء».
(٤) راجع : سفر الخروج ، الإصحاح ١٩ / ١ : «جاءوا إلى بريّة سيناء فنزلوا في البرّية. هناك نزل بنو إسرائيل مقابل الجبل» وفي الإصحاح ١٩ / ١٨ : «فوقفوا في أسفل الجبل ، وكان جبل سيناء كلّه يدخّن من أجل أنّ الرّبّ نزل عليه بالنار».
(٥) سفر إشعياء ، الإصحاح ، ٤٩ / ١٢.
(٦) قاموس الكتاب المقدّس ، ص ٥٠٤.
(٧) راجع : الرحلة المدرسية ، ج ١ ، ص ٧٤ ـ ٧٥.