كانت توأد فيه البنات. وقد ظلّ محمّد صلىاللهعليهوآله مع خديجة عليهاالسلام سبع عشرة قبل بعثته واحدى عشرة سنة بعدها ، وهو لا يفكّر قطّ في أن يشرك معها غيرها في فراشه. كما لم يعرف عنه في حياة خديجة ولم يعرف عنه زواجه منها أنّه كان ممّن تغريهم مفاتن النساء في وقت لم يكن فيه على النساء حجاب ، وكانت النساء متبرّجات ، يبدين من زينتهنّ ما حرّمه الإسلام من بعد. فمن غير الطبيعي أن نراه ـ وقد تخطّى الخمسين ـ ينقلب فجأة هذا الانقلاب الذي يجعله ما يكاد يرى بنت جحش وعنده نساء خمس حتّى يفتن بها وتأخذ تفكيره ليله ونهاره حسبما سطّروه.
ومن غير الطبيعي أن نراه ـ وقد تخطّى الخمسين ـ يجمع في خمس سنوات أكثر من سبع زوجات ، وفي سبع سنوات تسع زوجات ، وذلك كلّه بدافع من الشهوة الملحّة والرغبة العارمة في النساء ـ والعياذ بالله ـ رغبة صوّرها بعض الكتّاب المسلمين وحذا الافرنج حذوهم تصويرا لا يليق في ضعته برجل مادّي ، بله الرجل العظيم الذي استطاعت رسالته أن تنقل العالم وأن تغيّر مجرى التاريخ وما تزال على استعداد لأن تنقل العالم مرّة اخرى وتغيّر مجرى التاريخ طورا جديدا ، وهو على وشك التحقّق ونحن على طلائعه بحوله تعالى وقوّته إن شاء الله.
وإذا كان هذا عجيبا وكان غير طبيعى فمن العجيب كذلك أن نرى محمّدا صلىاللهعليهوآله تلد له خديجة ما ولدت وهو ما قبل الخمسين ، وأنّ مارية تلد له إبراهيم وهو حوالي الستّين. ثم لا تلد له نساؤه غير هاتين ، وهنّ بين شابّة في مقتبل العمر وبين من كملت انوثتها بين الثلاثين والأربعين وبعضهنّ كنّ ذوات ولد من قبل. فكيف تفسّر هذه الظاهرة الغريبة في حياة النبي؟ هذه الظاهرة التي لا تخضع للقوانين الطبيعيّة في تسع نسوة جميعا! هذا وقد كان محمّد صلىاللهعليهوآله قد كانت نفسه كإنسان تهفو من غير ريب إلى أن يكون له ولد!
ثمّ إنّ التاريخ ومنطق حوادثه أصدق شاهد يكذّب مزعومة المبشّرين والمستشرقين في شأن تعدّد زواج النبي ، فهو لم يشرك مع خديجة امرأة مدى ثمان وعشرين عاما عاش معها. فلمّا توفّيت لسنتين قبل الهجرة تزوّج سودة بنت زمعة وكانت