جاء في الحديث : إنّ نساء كثيرا من أزواج أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أطافن ببيوت آل الرسول يشكين أزواجهنّ ـ حيث رأوا إباحة ضربهنّ ـ فقال رسول الله : «ليس أولئك خياركم». (١)
وأخرج ابن سعد والبيهقي بالإسناد إلى أمّ كلثوم بنت أبي بكر قالت : كان الرجال نهوا عن ضرب النساء ، ثمّ شكوهنّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأجاز لهم ضربهنّ ، ولكنّه صلىاللهعليهوآله أضاف قائلا : «ولن يضرب خياركم». (٢)
وفي رواية ابن ماجة : ... فلمّا أصبح رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «لقد طاف بآل محمّد سبعون امرأة ، كلّ امرأة تشتكي زوجها! فلا تجدون أولئك خياركم». (٣)
وأخرج عبد الرزاق عن عائشة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «أما يستحي أحدكم أن يضرب امرأته كما يضرب العبد ، يضربها أوّل النهار ثم يضاجعها آخره». (٤)
قالت عائشة : ما ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا. (٥)
ولم يؤثر عن أحد من الأئمة المعصومين عليهمالسلام الأطهار ولا من الصحابة الأخيار والتابعين الأبرار أن واجهوا نساءهم بغضاضة فضلا عن الضرب واللطم. بل كانت شيمتهم العفو والغفران ، كما مرّ في حديث الإمام الصادق عن أبيه الإمام الباقر عليهالسلام. (٦)
وثالثا : التوصيات الأكيدة بشأن المرأة والتحفّظ على كرامتها والأخذ بجانبها في عطف وحنان ورأفة ورحمة ، بعيدا عن الغلظة والشدّة ، بل حتّى مؤاخذتها على ما فرط منها ما سوى العفو والغفران.
جاء في رسالة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى ابنه الحسن عليهالسلام : «.. فإنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعد بكرامتها نفسها ...». (٧) أي خذ بكرامتها ، ولا تجعلها بحيث تضطرّ إلى أن تستشفع بآخر ، فلتكن كرامة نفسها لديك هي الشفيعة لها دون غيرها. وجاء في
__________________
(١) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٥٢٣.
(٢) المصدر.
(٣) سنن ابن ماجة ، ج ١ ، ص ٦١٢ ، باب ٦٢٥ ، رقم ٢٠١٠.
(٤) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٥٢٣.
(٥) أخرجه ابن ماجة ، ج ١ ، ص ٦١٢ ، رقم ٢٠٠٩.
(٦) الكافي ، ج ٥ ، ص ٥١٠ ، رقم ١.
(٧) نهج البلاغة ، باب الكتب ، رقم ٣١ ، ص ٤٠٥.