ابن الحنفيّة. (١)
وأخرجه كبار المفسّرين ، قال الشيخ أبو جعفر الطوسي : ذهب إلى هذا القول ابن عبّاس وأبو مالك والحسن وقتادة وابن زيد ، واختاره الطبري ، قال : والآية خاصّة لمن يكون في ذلك الزمان (٢) وهو الذي ذكره عليّ بن إبراهيم في تفسير أصحابنا. وذكر الحديث عن شهر بن حوشب عن محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة. وذكر البلخي مثل ذلك.
قال : وضعّف هذا الوجه الزجّاج وقال : الذين يبقون إلى زمن نزول عيسى من أهل الكتاب قليل ، والآية تقتضي عموم إيمان أهل الكتاب أجمع. (٣)
وهكذا الطبرسي في مجمع البيان. (٤)
وذكر الإمام الرازي حديث شهر بن حوشب ، قال : فاستوى الحجّاج جالسا ـ حين ذكرت له ذلك ـ وقال : عمّن نقلت هذا؟ فقلت : حدّثني به محمد بن عليّ ابن الحنفيّة. فأخذ ينكت في الأرض بقضيب ، ثم قال : لقد أخذتها من عين صافية. (٥)
والقول الثاني : أن يعود الضمير إلى الكتابي ، ومعناه : لا يكون أحد من أهل الكتاب حين يخرج من الدنيا عند الموت إلّا ويؤمن بالمسيح ، وذلك عند زوال التكليف ومعاينة الموت ، حيث الحقيقة تنكشف لدى حضور الموت.
قال الطبرسي : وذهب إليه ابن عبّاس في رواية اخرى ومجاهد والضحّاك وابن سيرين وجويبر ، قال : ولو ضربت رقبته لم تخرج نفسه حتّى يؤمن. (٦)
قال الشيخ محمد عبده : (قَبْلَ مَوْتِهِ) أي قبل موت ذلك الأحد ، الذي هو نكرة في سياق النفي فيفيد العموم. وحاصل المعنى : أنّ كلّ أحد من أهل الكتاب عند ما يدركه الموت ينكشف له الحقّ في أمر عيسى وغيره من أمر الإيمان ، فيؤمن بعيسى إيمانا صحيحا ، فاليهودي يعلم أنّه رسول صادق غير دعيّ ولا كذّاب. والنصراني يعلم أنّه عبد الله ورسوله فلا هو إله ولا ابن الله.
__________________
(١) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٧٣٤.
(٢) راجع : جامع البيان ، ج ٦ ، ص ١٦.
(٣) تفسير التبيان ، ج ٣ ، ص ٣٨٦.
(٤) مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٣٧.
(٥) التفسير الكبير ، ج ١١ ، ص ١٠٤.
(٦) مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٣٧.