منطلقتان إذا يسوع قال لهما : سلام لكما. فتقدّمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له ، فقال لهما يسوع : لا تخافا ، اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني. وأمّا التلاميذ فانطلقوا إلى الجليل حيث أمرهم يسوع. ولمّا رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكّوا. فتقدّم يسوع وكلّمهم قائلا : دفع إليّ كلّ سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلمّذوا جميع الأمم. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به ، وها أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدهر ، آمين. (١)
وفي إنجيل لوقا : إنّهنّ (٢) دخلن القبر ولم يجدن جسد يسوع. وفيما هنّ متحيّرات إذ وقف بهنّ رجلان بثياب برّاقة ، وقالا لهنّ : لما ذا تطلبنّ الحيّ بين الأموات ، وإنّه في الجليل.
وإنّ التلاميذ لمّا وجدوا المسيح نفسه في وسطهم هناك وقال لهم سلام لكم فجزعوا وخافوا وظنّوا أنّهم نظروا روحا ، فقال لهم : ما بالكم مضطربين؟ انظروا يديّ ورجليّ إنّي أنا هو ، جسّوني فإنّ الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. فطلب منهم طعاما ، فناولوه جزءا من سمك مشويّ وشيئا من شهد عسل ، فأخذ وأكل قدّامهم ، ثمّ أوصاهم بوصايا ، ثمّ رفع يديه إلى السماء وباركهم ، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد إلى السماء. (٣)
وقريب من ذلك جاء في إنجيل يوحنّا. (٤)
وفي إنجيل «مرقس» : ثمّ إنّ الربّ بعد ما كلّمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله ... (٥)
ومن هنا يعتقد البعض أنّ قوله تعالى : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ)(٦) بمعنى أنّ صلبه لم يؤدّ إلى قتله ، ولكن شبّه لهم أنّه قتل على خشبة الصلب ، ولم يكونوا على يقين من أنّه مات حقيقة وذلك معنى (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً). (٧)
__________________
(١) إنجيل متّى ، إصحاح ٢٨ / ١ ـ ٢٠.
(٢) ذكر مرقس ولوقا : أنّ ثلاث من النساء ذهبن ليفتّشن عن القبر.
(٣) إنجيل لوقا ، إصحاح ٢٤ / ١ ـ ٥٣.
(٤) إنجيل يوحنّا ، إصحاح ٢٠ و ٢١.
(٥) إنجيل مرقس ، إصحاح ١٦ / ١٩.
(٦) النساء ٤ : ١٥٧.
(٧) النساء ٤ : ١٥٧.