أمثال هذه الكتب التي تخالف الأناجيل الأربعة والرسائل التي اعتمدتها الكنيسة. فجعلوا يحرقون تلك الكتب ويتلفونها ... وقد سلمت بعض تلك الكتب كإنجيل برنابا ، وهو ينكر الصلب. (١)
وسنذكر أنّ جماعة اعتقدوا تظاهر المسيح بالموت ، في تواطؤ مع أحد تلاميذه يوسف وساعده الوالي بيلاطس بتحريض من امرأته ، حذّرته أن يمسّ الرجل البارّ بسوء. (٢)
* * *
إذن ، ليس الأمر كما زعمه النصارى ، أنّ المسيح قد صلب وقتل يقينا ، بل الأمر كان مشكوكا لديهم ، منذ بداية الأمر وإن اتفقوا بعد ذلك على عقيدة الصلب والفداء ، وهي بدعة ورثوها من عبدة الأوثان.
ومن ثمّ ، فالحقّ ما صرّح به القرآن الكريم الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ). (٣) قال تعالى : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً. بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً). (٤)
مسألة التوفّي
قد عرفت تصريح القرآن الكريم بأنّ الأمر قد شبّه لهم ، وما قتلوه وما صلبوه ، بل رفعه الله إليه.
وكان القوم من أوّل أمرهم على شكّ من ذلك ، وكان هناك أقوام أنكروا وقوع القتل على شخص المسيح ، وكان اختلاف الأناجيل الأربعة في سرد القضية تأييدا لهذا الشكّ والترديد.
__________________
(١) تفسير المنار ، ج ٦ ، ص ٣٤ ـ ٣٥.
(٢) قصص الأنبياء للنجّار ، ص ٤٢٩.
(٣) فصّلت ٤١ : ٤٢.
(٤) النساء ٤ : ١٥٧ ـ ١٥٨.