«سيمون» السيرناي تماما ثم أخفى نفسه. ومنهم : «السرنتيون» فإنّهم قرّروا أنّ أحد الحواريّين صلب بدل المسيح. وقد عثر على فصل من كلام الحواريين ، وإذا كلامه كلام «الباسيليديين» قد صرّح إنجيل القدّيس «برنابا» باسم الذي صلب بدل عيسى أنّه «يهوذا».
٢ ـ وقال «الهرارنست دي بونس» الألماني في كتابه «الإسلام أي النصرانية الحقّة» في ص ١٤٣ ما معناه : إنّ جميع ما يختصّ بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات «بولس» ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح ، وليس من اصول النصرانية الأصيلة.
٣ ـ قال «ملمن» في الجزء الأول من كتابه «تاريخ الديانة النصرانية» : إنّ تنفيذ الحكم كان في وقت الغلس وإسدال ثوب الظلام ، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم ، كما اعتقد بعض الطوائف المسيحية ، وصدّقهم القرآن. (١)
* * *
وللشيخ محمد عبده أيضا بحث مذيّل حول مسألة الصلب والفداء ، وأنّها عقيدة وثنية ، ورثتها المسيحية من الهنود. ويتعرّض لشبهات أثارها المسيحيّون بشأن إنكار الصلب. وكانت الشبهة الثانية : أنّ قصة الصلب متواترة متّفق عليها بين طوائف النصارى.
لكنّها شبهة إنّما تعبّر على من يجهل تاريخ المسيحية ، أمّا من يطّلع على تاريخهم فالإجابة على هذه الشبهة يسيرة عليه ، حيث هناك فرق منهم أنكروا الصلب ، كفرقة «السيرنسيين» و «التاتيانوسيين» أتباع «تاتيانوس» تلميذ «يوستينوس» الشهير. وقال «فوتيوس» أنّه قرأ كتابا يسمّى «رحلة الرسل» فيه أخبار «بطرس» و «يوحنّا» و «اندراوس» و «توما» و «بولس». وممّا قرأه فيه : «أنّ المسيح لم يصلب ، ولكن صلب غيره. وقد ضحك بذلك من صالبيه». وأنّ مجامع المسيحيّين حينذاك قد حرّمت قراءة
__________________
(١) راجع : الفارق بين الخالق والمخلوق ، ص ٢٨١ ـ ٢٨٢ ؛ وقصص الأنبياء للنجّار ، ص ٤٤٧ ـ ٤٤٩.