٦ ـ هل العبادة هي
مطلق الخضوع أو التكريم؟
لأئمة اللغة العربية
في المعاجم تعاريف متقاربة للفظة العبادة ، فهم يفسّرون العبادة بأنّها «الخضوع
والتذلّل» وإليك فيما يلي نص أقوالهم :
١ ـ يقول ابن
منظور في «لسان العرب» : «أصل العبودية : الخضوع والتذلّل».
٢ ـ ويقول الراغب
في «المفردات» :
«العبودية : إظهار
التذلّل ، والعبادة أبلغ منها ، لأنّها غاية التذلّل ، ولا يستحق إلّا من له غاية
الإفضال ، وهو الله تعالى ، ولهذا قال : (أَلَّا تَعْبُدُوا
إِلَّا إِيَّاهُ.)
٣ ـ وفي «القاموس
المحيط» للفيروزآبادي : «العبادة : الطاعة».
٤ ـ وقال ابن فارس
في «المقاييس» :
«العبد له أصلان
كأنهما متضادان ، والأوّل من ذينك الأصلين يدلّ على لين وذل ، والآخر على شدّة
وغلظ». ثمّ أتى بموارد المعنى الأوّل وقال : من الباب الأول : البعير المعبد أي
المهنوء بالقطران ، وهذا أيضاً يدل على ما قلناه لأنّ ذلك يذلّه ويخفض منه.
والمعبد : الذلول
، يوصف به البعير أيضاً.
ومن الباب الثاني
: الطريق المعبّد ، وهو المسلوك المذلّل.