(إلا بحبل من الله وحبل من الناس)
س ٥٧ : قال تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) [آل عمران : ١١٢]
ما معنى : (أَيْنَ ما ثُقِفُوا)؟
وما معنى : (بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ)؟
وما معنى : (وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)؟
ج ٥٧ : (أَيْنَ ما ثُقِفُوا) : أي أينما وجدوا وحيثما حلّوا ، في أي زمان كانوا ، وفي أي مكان أقاموا ، إنهم أذلاء ، وهذه الذلة مضروبة عليهم ضربا ، ومقررة عليهم سلفا ، ضربة لازب ، وحكم قاطع ، وجزاء جرائمهم وفظائعهم.
(إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ) : وحبل الله الممدود لليهود الآن هو قدر الله الواقع ومشيئته النافذة ، حيث قدر عليهم أن يعيشوا فترة قصيرة سريعة في كيان وسلطان ودولة وسيادة ، فيمارسون فيها الضلال ويقومون بالفساد والإفساد ، وبعدها تقع بهم سنة الله ، فيزول الكيان والسلطان ، ويقطع عنهم حبل التمكين والسيادة ، ويعودون إلى ذل الأبد وضياع الأبد ومسكنة الأبد وهو ان الأبد. وهذا الحبل ممدود لهم من الله بإذن الله ولفترة يقررها الله ، وسوف يقطعه الله متى شاء.
(وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) : وهو الحبل الثاني الذي يمتد إلى كيان اليهود القائم فهو آت من الناس ، ويتمثل في قيام الناس