الصالح يونس بن متى؟ قال له : وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي ، فأكبّ عداس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقبل رأسه ويديه وقدميه ، قال : فيقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه : أما غلامك فقد أفسده عليك ، فلما جاءهما عداس قالا له : ويلك يا عداس ما لك تقبّل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟ قال : يا سيدي ما في الأرض خير من هذا الرجل ، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلّا نبي ، فقالا : ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فإن دينك خير من دينه ، ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم انصرف من الطائف راجعا إلى مكة حين يئس من خير ثقيف ، حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي فمرّ به نفر من جن أهل نصيبين باليمن (١) ، فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته ولّوا إلى قومهم منذرين ، قد آمنوا وأجابوا لما سمعوا ، فقص الله خبرهم عليه ، فقال : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ).
[١٩٢٧] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : انطلق النبي صلىاللهعليهوسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، فأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم ، فقالوا : ما لكم؟ قالوا : حيل (٢) بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب ، قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلّا شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء إلّا شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو بنخلة ، عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له ، فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) (٢) [الجن : ٢] ، فأنزل الله على نبيه : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) [الجن : ١] ، وإنما أوحى إليه قول الجن.
وروي : أنهم لما رجموا بالشهب بعث إبليس سراياه لتعرف الخبر ، وكان أول بعث بعث ركبا من أهل نصيبين وهم أشراف الجن وساداتهم ، فبعثهم إلى تهامة.
وقال أبو حمزة الثمالي (٣) : بلغنا أنهم من [بني](٤) الشيصبان وهم أكثر الجن عددا ، وهم عامة جنود إبليس ، فلما رجعوا قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) [الجن : ٢].
[١٩٢٨] وقال جماعة : بل أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن ينذر الجن ويدعوهم إلى الله تعالى ويقرأ عليهم القرآن ،
__________________
[١٩٢٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري حيث تفرد عن مسدّد.
ـ أبو عوانة هو وضاح اليشكري مشهور بكنيته ، أبو بشر هو جعفر بن إياس.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٧٧٣ عن مسدد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٧٧٣ و ٣٣٢٠ ومسلم ٤٤٩ والترمذي ٣٣٢٠ وأحمد ١ / ٢٥٢ و ٢٧٠ وأبو يعلى ٢٣٦٩ من طرق عن أبي عوانة به.
ـ وأخرجه أحمد ١ / ٢٧٤ وأبو يعلى ٥٢٠٢ من طريق أبي إسحاق عن سعيد به.
[١٩٢٨] ـ هذا الخبر هو عند الطبري منجما ٣١٣١٥ من طريق سعيد عن قتادة مرسلا. و ٣١٣١٦ من طريق معمر عن قتادة و ٣١٣١٧ من طريق عبد الله بن عمرو بن غيلان عن ابن مسعود و ٣١٣١٨ من طريق عن أبي عثمان بن شبة ـ
(١) في المطبوع «اليمن» والمثبت عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «خيل» والمثبت عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «اليماني» والمثبت عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.