__________________
ـ ويقول تعالى : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) [الرحمن : ٢٧].
منزع : حقيقة الفناء محو واضمحلال ، وذهاب عنك وزوال.
وإن شئت قلت : فناء المريد طهارة النفس من التدنيس ، وفناء المراد تخلّقه بأوصاف التقديس.
وإن شئت قلت : فناء السالك عن السكون إلى الأنوار ، وفناء العارف عن شهود لمحة الأغيار.
وإن شئت قلت : الفناء محو النية ، وذهاب الأنيّة.
وإن شئت قلت : الفناء التخلي لنور التجلّي.
مشرع : فناء عوام الطريق بهجة أهل التحقيق ، فإن حصلت لهم العناية ، سلكتهم مسلك الهداية.
منزع : فنا المحب بمحبة الحبيب ، وفناء المحبوب بالوصل عند غيبة الرقيب.
مشرع : اجتاز قوم ببعض طرق الفنا ، ولم يحصل لهم ما طلبوا من المنى ، وإنما حرموا الرشاد لعدم الاسترشاد.
منزع : أهل الصدق في الإرادة في باب الأعمال فانون أدبا مع قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)[الصفات : ٩٦].
وأهل المعرفة فناؤهم في حضرة الصفات والأسماء وذلك لهم أسمى ؛ تحقيقا لقوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى)[الأنفال : ١٧].
مشرع : فناء المريد بشهود التوحيد ، وفناء المراد بالخروج عن المراد ، وفناء العارف بشهود الأحدية في حضرة الواحدية ، وفناء الفرد بتجلّي الأحد بالغيبة عن كل أحد.
منزع : كون مشهد الحسّ هو محلّ جريان الشمس ، إذا استوت شمسك عند الزوال أفنت ما كان موجودا من الظلال ، فاحرص على استواء شمسك بذهاب ظل غمامة حسّك.
كان لي ظل رسوم |
|
فاستوت شمس فزالا |
عشت بالمحبوب حقّا |
|
بعد ما كانت خيالا |
مشرع : أفنى التائب المهلكات ، وأفنى السالك العادات ، وأفنى المسلك القواطع ، وأفنى العارف المطامع ، وأفنى الواصل الأكوان ، وأفنى الموصّل ما سوى حضرة الإحسان.
منزع : إذا غلب الفناء بشهود التجلّي ، عند صدق التخلّي ، لا ترى الأكوان إلا كالخيال في حضرة هذا المثال.
إنما الكون خيال |
|
وهو في حق الحقيقة |
كل من يشهد هذا |
|
حاز أسرار الطريقة |