__________________
ـ ثم قالت : يا رب هبني لبعض أوليائك ، فيقول الله تعالى لها : اذهبي بلا شيء ؛ فلأنت أهون من أن أهبك لبعض أوليائي ، فتطوى كما يطوى الثوب الخلق ، فتلقى في النار».
وكان يقول : «لا يرجونّ امرؤ إلا ربه ولا يخافنّ إلا ذنبه».
وكان يقول : «لا يستحي جاهل أن يسأل عمّا لا يعلم ، ولا يستحي عالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول : الله أعلم».
وكان يقول : «إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل ، فأمّا اتباع الهوى فيضلّ عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة».
وكان يقول : «الفقيه كل الفقيه من لا يقنّط الناس من رحمة الله ، ولا يؤمّنهم من عذاب الله ، ولا يرخّص لهم معاصي الله ، ولا يدع القرآن رغبة منه إلى غيره».
وكان يقول : «لا خير في عبادة لا علم فيها ، ولا خير في علم لا فهم فيه ، ولا خير في قراءة لا تدبّر فيها».
وكان يقول : «كونوا ينابيع العلم ومصابيح الدّجى ، خلقان الثياب ، جدد القلوب ، تعرفون به في ملكوت السموات ، وتذكرون به في ملكوت الأرض».
وكان يقول : «لو حننتم حنين الوالد الثكلان ، وجأرتم جؤار مبتلي الرهبان ، ثم خرجتم عن أموالكم وأولادكم في طلب القرب من الله وابتغاء رضوانه وارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة كان ذلك قليلا فيما تطلبون».
وكان يقول : «القلوب أوعية وخيرها أوعاها ، ثم يقول : ها ها إنّ ها هنا ، وأشار إلى صدره علما لو أصبت له حملة».
وأتي بفالوذج فوضع قدامه ، فقال : «إنّك لطيب الريح ، حسن اللون ، طيب الطعم ، لكنّي أكره أن أعوّد نفسي ما لم تعتد» ، ولم يأكل منه شيئا.
ولم يأكل طعاما منذ قتل عثمان ونهبت الدار إلا مختوما حذرا من الشبهة ، وكان قوته وكسوته شيئا يجيئه من المدينة ، ولم يأكل من طعام العراق إلا قليلا ، وكان يرقّع قميصه ويقول : «لبس المرقّع يخشّع القلب ويقتدي به المؤمن». وكان يقطع من كمّ قميصه ما زاد على رفس الأصابع.
وكذلك كان الإمام عمر رضي الله عنهما ، وكان يبرد في الشتاء حتى ترتعد أعضاؤه من البرد ، فقيل له : ألا نأخذ لك كساء من بيت المال ، فإنه أوسع؟! فقال : «لا أنقص المسلمين من بيت مالهم شيئا».
وكان يقول : «أشدّ الأعمال ثلاثة : إعطاء الحقّ من نفسك ، وذكر الله تعالى على كل حال ،