__________________
ـ وكان رضي الله عنه وكرّم وجهه ربعة من الرجال ، إلى القصر ما هو أقرب ، أدعج العينين ، حسن الوجه ، كأنه القمر ليلة البدر ، حسنا ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، شثن الكف ، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، كبير اللحية ، بمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يعرف عضده من ساعده ، إذا مشي تكفّى ، وإذا أمسك بذراع رجل فكأنما أمسك بنفسه ، وهو إلى السمن ما هو أقرب ، شديد الساعد واليد ، وإذا مشي إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان ، قويّ ، شجاع ، منصور على من لاقاه.
وسئل الإمام محمد الباقر عن صفة عليّ رضي الله عنه؟ فقال : كان رجلا آدم ، شديد الأدمة ، ثقيل العينين ، عظيمهما ، ذا بطن أصلع ، ربعة إلى القصر ، لا يخضب.
وكان رضي الله عنه يقول : «الدنيا جيفة ، فمن أراد منها شيئا فليصبر على مخالطة الكلاب».
قال العلماء : والمراد بالدنيا ما زاد على الحاجة الشرعية ، بخلاف ما دعت الضرورة إليه.
وقال أبو عبيدة رضي الله عنه : ارتجل الإمام عليّ رضي الله عنه تسع كلمات قطع الأطماع عن اللحاق بها حدة ، منهن ثلاث في المناجات ، وثلاث في العلم ، وثلاث في الأدب. فأما التي في المناجات فهي قوله : «كفاني عزّا أن تكون لي ربّا ، وكفاني فخرا أن أكون لك عبدا ، أنت لي كما أحب ، فوفّقني لما تحبّ».
وأما التي في العلم فهي قوله : «المرء مخبوء تحت لسانه ، تكلّموا تعرفوا ، ما ضاع امرؤ عرف قدره».
وأما التي في الأدب فهي قوله : «أنعم على من شئت تكن أميره ، واستغن عمّن شئت تكن نظيره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره».
وكان يقول : «لا يحبّني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق».
وكان آخر كلامه قبل موته : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله».
وكان يقول : «موت الإنسان بعد أن كبر وعرف ربه خير من موته طفلا ولو دخل الجنة بغير حساب ؛ لأن أقل ما هناك أن العبد يجالس ربّه في الجنة بقدر ما عمل من العبادات».
وكان يقول : «أعظم الناس معرفة بالله أشدّهم حبّا وتعظيما لأهل لا إله إلا الله».
وقيل له مرة : ألا نحرسك يا أمير المؤمنين؟! فقال : «حارس كل امرئ أجله».
وكان يقول : «كونوا لقبول أعمالكم أشدّ اهتماما منكم بالعمل ؛ فإنه لم يقل عمل مع التقوى ، وكيف يقلّ عمل متقبّل».
وكان يقول : «إذا كان يوم القيامة أتت الدنيا بأحسن زينتها».