الوجود الخلقي الفرقي ، فإنه قد تمّ أمر التبليغ ، وانقطعت العلاقة بينك وبين الخلق ، ولو كان الخلق سبّحك الشريف اللطيف النوراني الروحاني ، فكن بعد ذا معي بالوجود الحقي الجمعي ؛ لدنو انتقالك من عالم الملك ، ورجوعك من الصورة إلى المعنى ، ومن الجسد إلى الروح.
وهكذا حكم الكمّل من الورثة ، إذ انتقالهم من هذه الدار إلى الدار الآخرة ، ولما كان السين للطلب ، والطلب قد يكون باللسان ، وهو لا يتم إلا بالرجوع القلبي حقيقة أضيف إلى الاستغفار التوبة.
فقيل : استغفر الله وأتوب إليه على ما نطق به القرآن ، حيث قال تعالى في سورة المائدة : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ) [المائدة : ٧٤] ، وعلم ما قرّرنا أن الاستغفار ، ورد لا ينقطع ، ولا يسقط إلى آخر العمر ، لا عن نبيّ ، ولا عن وليّ ، فإنه أمر جار في كل مقام بحسب كل حال.
سبحان الله (١) : تنزيه لله تعالى عن ملابسته للكون ، وملابسة الكون له ، وهو
__________________
(١) فصل بروح وصل في روح سبحان الله وبحمده : ففي الروح المحمدي من قالها في يوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر أي في التتابع والكثرة التي لا يقدر على أرواح إحصائها البشر روح بيان في هذا الروح المحمدي المسبح لما ذكر الله بأرواح التنزيه عن الإحاطة بأرواح عظمته فمعنى سبحان الله أن الله لا تحاط عظمته وأثنى عليه بكل حمده.
فإن معنى وبحمده وأقدسه بكل حمده الذي يستحقه على كل حال وهذا تعميم في أرواح التعظيم التي لا تحد فكان روح هذا الذاكر يستحق روح نعيم من الغفران لذنوب لا تحد من أرواح العمل فاعرف مقدار ذكرك يعظم روح شكرك في المائة مرة في روح من الكثرة فتوافقت الأرواح في التفكير والله على كل شيء قدير.
ففي سبحان الله وبحمده روح فصل لأرواح الخيال بصور الإحاطة بعظمة الله وأرواح مواهبه ، وروح وصل بأرواح التفكير وحركة باللسان بعظم هذا الشأن وسكون عن التعلق بغير هذا الميزان الثابت الرجحان.
ففي الروح المحمدي : «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم».