__________________
ـ السلوك» وقد اعتنى بشرحها جمع من الأعيان : كالسراج الحنفي الهندي قاضي الحنفية بمصر ، وكان كثير المحبة للشيخ ، حتى أنه عزّر ابن أبي حجلة ؛ لتكلّمه في الشيخ بما لا يرضي الله ، والشمس البسطامي ، والجلال القزويني الشافعي ، غير متعقّبين ولا مبالين بكلام المنكرين الحسّاد.
وكذا شرحها الشيخ الفرغاني ، وهو الشارح الأول لها ، وأقدم المؤيدين له حكى : أن الشيخ صدر الدين القوني عرض لشيخه الشيخ محيي الدين بن العربي. فقال له : لهذه العروس بكر من أولادك ، فشرحها الشيخ الفرغاني ، وهو من تلامذة الشيخ القوني ، وكذلك شرحها الشيخ القاشاني والشيخ القيصري وغيرهم ، وعلى القصيدة الخمرية عدة شروح ، أحدها لابن كمال باشا ، وكذلك اليائية ، وقد شرحها الإمام السيوطي ، وقد شرح الديوان كله بعض العارفين : كالشيخ النابلسي رضي الله عنه.
قال الذهبي : كان سيّد شعراء زمانه. وقال ابن العماد في «شذراته» : أفضل الشعراء على الإطلاق ، ولم يزل الشيخ على حاله ، راقيا في سماء كماله رضي الله عنه حتى احتضر ، فسأل الله أن يحضره في ذلك الهول العظيم جماعة من الأولياء ، فحضره جماعة : منهم البرهان الجعبري ، فقال كما حكاه سبط الشيخ : رأيت الجنة لما مثلت له ، بكى وتغيّر لونه ، ثم قال :
إن كان منزلتي في الحب عندكم |
|
ما رأيت فقد ضيّعت أيامي |
قال : فقلت له : يا سيدي هذا مقام كريم. فقال : يا إبراهيم رابعة وهي امرأة تقول : (وعزّتك ما عبدتك رغبة في جنتك ، بل لمحبّتك) ، وليس هذا ما قطعت عمري في السلوك إليه ، فسمعت قائلا يقول له : ما تروم؟ قال : أروم وقد طال المدى منك نظرة ... البيت ، فتهلل وجهه ، وقضى نحبه ، فقلت : إنه أعطي مرامه انتهى.
وقد افترى على الشيخ رضي الله عنه من يدعى بالبقاعي ، الذى ظهر أنه يعمل بعمل أهل الجنة ، ولكن غلبت عليه شقوته ، وسبق عليه الكتاب ، فصار من أهل العذاب ، المنسوب إليه التفسير المشهور ، المسمّى بنظم الدرر ، والحق أنه ليس له ، كما هو معلوم عند أهل العلم ، فألف رسالة ، وإن شئت قلت ضلالة في تكفير الشيخ ، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ)[الصف : ٨] ، ولكن هيهات هيهات : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ،) فقيّد الله لهذا البقاعي الجاهل الشيخ العالم الكامل أبو عبد الله محمد بن جمعه الحصكفي رضي الله عنه ـ توفي سنة ٨٩٥ ه ـ من جعله سيفا لدينه ، يذبّ عنه سفاهة ذوى الأحلام ، فألّف هذا الشيخ الجليل الصالح كتابا في الرد على ذاك الشقي أسمّاه «ترياق الأفاعي في الرد على الخارجي البقاعي» ، وهو كتاب حافل في الرد على ذاك الغافل ، و «الانتصار» للشيخ ابن الفارض منبع الفضائل ، وإن شاء الله سينشر هذا الكتاب قريبا ، وكذلك أيضا الشيخ السيوطي فألف مقامة أسماها «قمع المعارض في نصرة ابن الفارض» ، وقد دافع عن الشيخ وغيره من أكابر أئمة الأولياء الكثير من العلماء ، وقد وقفنا على الكثير من تلك الكتب ، والتي لا يزال أكثرها مخطوط ، والتي لو نشرت لما كان لهذا الجهل والتجرؤ على أولياء الله وجود