__________________
ـ وأخرج البزار وابن ابي الدنيا والبيهقي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا».
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي أمامة : «إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطير من طير الجنة ، فيقع في يديه مقليا نضيجا» : أي بحسب الشهوة ، فلا ينافي ما قبله.
وأخرج أيضا عن ميمونة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الرجل يشتهي الطير في الجنة فيخرج مثل البخت ، حتى يقع على خوانه : أي ما يضع عليه طعامه ، لم يصبه دخان ، ولم تمسه نار ، فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير».
وأخرج ابن المنذر عن الوليد بن مسلم قال : سألت زهير بن محمد عن قوله تعالى : (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا)[مريم : ٦٢] ، قال : ليس في الجنة ليل هم في نور أبدا ، لهم مقدار النهار برفع الحجب ، ومقدار الليل بإرخاء الحجب.
وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ؛ لما أخرجه مسلم عن ثوبان : أن حبرا من اليهود سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أين يكون الناس يوم تبدّل الأرض غير الأرض؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هم في الظلمة دون الجسر ، قال : فمن أول الناس إجازة على الصراط؟ قال : فقراء المهاجرين ، قال : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال : زيادة كبد الحوت ، قال : فما غذاؤهم على أثر ذلك؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها ، قال : فما شرابهم عليها؟ قال : من عين تسمّى سلسبيلا ، قال : صدقت».
وصلّى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته وآل بيته ، كلما ذكره الذاكرون ، وغفل عن ذكره الغافلون.
الفصل الخامس
في أنهار الجنة وعيونها ولباس أهلها والأعمال الموجبة لذلك
وحلية أهل الجنة وفرشهم وأرائكهم وأسرتهم وخيامهم
أما أنهارها وعيونها : قال الله تعالى : (فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) [محمد : ١٥] ، (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) [الإنسان : ٦].
أخرج ابن حبان والحاكم والبيهقي وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنهار الجنة تفجر من جبال المسك».