٤٣ ـ في الصحيح قال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «شفاعتي
لأهل الكبائر من أمتي» :
قوله : «شفاعتي» : أي شفاعتي ، وشفاعة الورثة من أمتي ، فإن العبارة وإن
كانت للنبي صلىاللهعليهوسلم ؛ لكن الإشارة شاملة لوراثته أيضا مع أن الأحاديث
الصحيحة صريحة في شفاعة غيره صلىاللهعليهوسلم من خواص الأمة.
والكبائر أنواع
منها : أذيّة الورثة بالشتم ، والنفي ، والقتل ؛ بل هي أعظم الكبائر ؛ لأنها في
الحقيقة أذيّة للرسول ، وهي أذيّة لله تعالى ، والله أرحم الراحمين.
قوله تعالى : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ
بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) [النحل : ٦١].
وقد قال حضرة
الشيخ الأكبر قدسسره الأطهر في الفتوحات المكية : إنه يشفع للمنكرين له ،
والطاعنين فيه ؛ لقوله صلىاللهعليهوسلم : «وأحسن إلى من أساء إليك» ، هذا إذا مات المنكر على الإيمان ، وما يدريك لعلّه
يموت على الكفر ؛ لأن الله تعالى استعظم المؤذيين ولعنهم ، كما قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) [الأحزاب : ٥٧].
__________________