النكاح مطلقا لما أن ذلك كان خارجا عن حكم الطبيعة حدا ؛ فكانت الشهوات
__________________
ـ فيا رحمن أنت صاحب الرحمة الواسعة لا تكل البعض إلى البعض فيشقوا وكن أنت لهم ليبقوا.
فروح النكاح روح ستر وأرواح أجر وروح تعارف على أرواح البر والتقوى وروح السلامة في أرواح المتابعة فمن رغب عن السنة فهو الناقص بلا منة والتارك عجزا أو لعذر ليس براغب عن أرواح السنة ، ومما يكون من أرواح المعونة خفة أرواح الموعدة.
فلا يتزوج الروح الإنساني بروح شيطاني وهو الروح الكثير المؤنة وقد كانت أرواح جهاز فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بعد مريم معلومة لأرواح الناس فلم يكن هناك مزركشا ولا مصاغا ولا فرشا وطية ولا شيء من أحوال المترفين.
وفي روح يوم حابسي فطلبت منه فاطمة جارية للخدمة فلم يسمح لها بذلك رسول الله ثم جاءها من الليل فقال لها ولعلي ألا أعلمكما ما هو خير لكما من خادم فعلمهما أن يسبحا ثلاثا وثلاثين ويحمدا ثلاثا وثلاثين ويكبرا ثلاثا وثلاثين ثم يكون الختام لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
فقد كان روح نظره الكريم إلى أرواح الآخرة لا إلى أرواح الدنيا فإن النازل فيها على حد الترحل عنها لا على حد الإقامة روح إشارة فيها كفاية عن أرواح العبارة في روح قوله (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)[النساء : ٣] لا تقربوا غير النساء فإن ذلك عليكم محرما كحرمة أن تقربوا النساء بغير حق ولا عقد بشرطه.
وفي الأرواح المحمدية «يا معشر الشبان تزوجوا فمن لم يستطع فعليه بالصوم» كل ذلك حرص من روحه الكريمة على هذه الأمة المرحومة حتى لا تكون على روح من أرواح النقص فتكون كاملة الاعتبار في الأسماع والأبصار بأرواح المشاهدة وأرواح الأخبار ووليمة العرس سنة وتجوز قبل الدخول وبعد الدخول على خلاف ما اعتاد الناس ، ولا تفوت بمال فإن وقتها العمر كالعقيقة ففي أي وقت يمكن فعلها والذي يظهر أنها روح من الشكر على روح نعمة التأهل.
فإن التأهل من أرواح النعم الكبار ولذلك شرع أن يكون شكر هذه النعمة وليمة ولو بشاة وإن خير الولائم وليمة العرس التي يدعى إليها الفقراء ولذلك قال أرواح من أهل العلم يستحب أن يطعم الفقراء أولا ثم يشرع في بقايا الناس على أرواح طبقاتهم ، وإذا كان النكاح نعمة فلا يكون لها مقابلة إلا بروح الشكر فكيف يصح أن يشكر النعم بالمحارم فلا ينبغي أن تفرش البيوت والحرير إلا أن يكون من فرش المرأة ولا يحل نصب صور الحيوان على أرواح الجدران ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه وشر الطعام طعام الولائم الذين تأكل منه الأغنياء دون الفقراء فزن واحفظ على نفسك كما تحفظ لها ، فإنك ملاق ما أنت له صانع.