.................................................................................................
______________________________________________________
كما يحتمل أن يكون المراد المماثلة في الاشتمال على الأجزاء الواجبة ، كذلك يحتمل أن يكون المراد المماثلة في الاشتمال على ما يصدق معه الاسم ، من الأركان أو معظم الأجزاء على الخلاف فيه. ومجرّد احتمال الأوّل الموجب لإجمال اللفظ لا يعيّنه ، ولا يوجب رفع اليد عن الإطلاق المعتضد بأصالة الحقيقة. هذا بخلاف ما لو ورد : أكرم العلماء إلّا بعضهم ، لأنّ إجمال المخصّص فيه مصادم لأصالة العموم ، بخلاف ما نحن فيه ، لعدم العلم فيه بالمصادمة ، لما عرفت من احتماله لما يوافق القول بالأعمّ ، فيعمل فيه بأصالة الحقيقة ما لم يثبت الصارف عنه.
ومن هنا تظهر الحال في قوله عليهالسلام : «يا حمّاد هكذا صلّ» لأنّه إن اريد به الإشارة إلى جميع ما أتى به من الأجزاء الواجبة والمندوبة ، فلا بدّ من حمله على إرادة مرتبة الكمال ، وهو لا يوجب الإجمال في مسمّى اللفظ الذي هو خصوص الأجزاء الواجبة في الجملة. وإن اريد به الإشارة إلى بعضها فهو لا ينافي مقتضى القول بالأعمّ على ما عرفت.
وأمّا قوله عليهالسلام : «وهذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلّا به» فلأنّ ما حكاه الإمام عليهالسلام عن رسول الله لأجل اشتماله على بعض الأجزاء المندوبة مثل الاغتراف باليمين ، لا يمكن جعل المشار إليه فيه جميع الخصوصيّات المذكورة فيه ، سيّما مع ملاحظة كون وضوئه من قدح ، وحينئذ لا بدّ أن يراد به ما اشتمل على بعضها ، وهو لا ينافي مقتضى القول بالأعمّ كما تقدّم.
وأمّا قوله : «خذوا عنّي مناسككم» فالمراد به الأمر بأخذ الامور الشرعيّة منه صلىاللهعليهوآله ، وعدم جواز الأخذ فيها بالهوى ومشتهيات النفس ، وهو لا ينافي الأخذ بالمطلقات ، إذ لا ريب في أنّ الأخذ منه يعمّ الأخذ منه بلا واسطة كما هو شأن الحاضرين عنده ، والأخذ منه معها كما هو شأن الغائبين عن ساحة الرسالة ، لأنّ وظيفتهم الأخذ بالخطابات المنقولة عنه ، فالأخذ بالمطلقات أخذ منه.