مثل النبويّ المستفيض (٥٣٧)
______________________________________________________
بقدر روايتهم ، فهي ساكتة عن كيفيّة العمل من حيث اشتراطه بالتواتر أو الاحتفاف بالقرينة وعدمه. وما دلّ على أنّ لكلّ رجل منهم عليهمالسلام من يكذب عليه وغيره من الأخبار التي نقلها ، فلا دلالة لها على جواز العمل بخبر الواحد المجرّد عن القرينة أصلا. وما ذكره في تقريب دلالتها بقوله : «فإنّ بناء المسلمين ...» ضعيف جدّا ، لأنّه إن ثبت بناء المسلمين على العمل بأخبار الآحاد على سبيل القطع فلا حاجة معه إلى التمسّك في إثبات حجّيتها بالأخبار ، وإن ثبت ذلك على سبيل الظنّ فهو غير مجد في المقام كما لا يخفى.
٥٣٧. ألفاظ الحديث مختلفة ، ففي بعض الروايات كما في المتن ، وفي بعض آخر : «من حفظ على أمّتي أربعين حديثا ممّا يحتاجون إليه في أمر دينهم بعثه الله عزوجل يوم القيامة فقيها عالما». وفي ثالثة : «فيما ينفعهم في دينهم». وفي رابعة : «ينتفعون بها». وعن المحقّق البهائي : «الظاهر أنّ «على» بمعنى اللام ، أي : حفظ لأجلهم ، كما قالوا في قوله تعالى : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) أي : لأجل هدايته إيّاكم. ويحتمل أن يكون بمعنى «من» كما في قوله تعالى : (إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) انتهى.
وقال الطريحي : «قال بعض الأفاضل : الحفظ بالكسر فالسكون مصدر قولك : حفظت الشيء من باب علم ، وهو الحفاظة عن الاندراس. ولعلّه أراد بالحديث ما يعمّ الحفظ عن ظهر القلب والكتاب والنقل بين الناس ولو من الكتاب. وهذا أظهر الاحتمالات في هذا المقام. و «على» في قوله «على أمّتي» بمعنى اللام ، أي : لأمّتي. وقيل : أراد بالحفظ ما كان عن ظهر القلب ، لما نقل من أنّ ذلك هو المتعارف المشهور في الصدر السالف لا غير ، حتّى قيل : إنّ تدوين الحديث من المستحدثات المتجدّدة في المائة الثانية من الهجرة. والظاهر من ترتّب الجزاء ـ كما قيل ـ على مجرّد حفظ الحديث أنّ معناه غير شرط في حصول الثواب ، فإنّ حفظ الحديث كحفظ ألفاظ القرآن ، وقد دعا صلىاللهعليهوآله لناقل الحديث و