لا يكون إلّا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم. فأمّا من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامّة فلا تقبلوا منهم عنّا شيئا ، ولا كرامة. وإنّما كثر التخليط فيما يتحمّل عنّا أهل البيت لذلك (٥٢٨) ؛ لأنّ الفسقة يتحمّلون عنّا فيحرّفونه بأسره لجهلهم ويضعون الأشياء على غير وجوهها لقلّة معرفتهم ، وآخرون يتعمّدون الكذب علينا ؛ ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنّم ، ومنهم قوم نصّاب (٥٢٩) لا يقدرون على القدح فينا ، فيتعلّمون بعض علومنا الصحيحة ، فيتوجّهون (٥٣٠) به عند شيعتنا ، وينتقصون بنا عند أعدائنا ، ثمّ يضعون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها ، فيقبله المستسلمون من شيعتنا على أنّه من علومنا ، فضلّوا وأضلّوا ، اولئك أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد ـ لعنه الله ـ على الحسين بن عليّ عليهماالسلام» (٨) ، انتهى. دلّ هذا الخبر الشريف اللائح منه آثار الصدق على جواز قبول قول من عرف بالتحرّز عن الكذب وإن كان ظاهره اعتبار العدالة بل ما فوقها ، لكنّ المستفاد من مجموعه أنّ المناط في التصديق هو التحرّز عن الكذب ، فافهم.
______________________________________________________
٥٢٨. يعني : لتلك الفسقة.
٥٢٩. النصب المعاداة ، ومنه الناصب ، وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت عليهمالسلام أو لمواليهم لأجل متابعتهم لهم ، ذكره الطريحي. وعن التنقيح في كتاب الوصايا : «أنّه قيل في تفسير الناصب وجوه : الأوّل : أنّه الخارجي الذي يقول في عليّ عليهالسلام ما قال. الثاني : أنّه الذي ينسب إلى أحد المعصومين ما يثلم العدالة. الثالث : من إذا سمع فضيلة لعليّ عليهالسلام أو لغيره من المعصومين عليهمالسلام أنكرها. الرابع : من اعتقد فضيلة غير عليّ عليهالسلام. الخامس : من سمع النصّ على عليّ عليهالسلام من النبيّ صلىاللهعليهوآله أو بلغه تواترا أو بطريق يعتقد صحّته فأنكره. ثمّ قال : والحقّ صدق النصب على الجميع. وأمّا من يعتقد إمامة غيره عليهالسلام للإجماع أو لمصلحة ، ولم يكن من أحد الأقسام ، فليس بناصب. والمرتضى وابن إدريس أطلقاه على غير الاثنا عشريّة» انتهى.
٥٣٠. الوجه والجاه : القدر والمنزلة.