بمعنى : العظمة الزائدة.
والرهبوت بمعنى : الرهبة الشديدة.
والرحموت بمعنى : الرحمة الغالبة ، وعلى هذا.
والمراد بالملك العظيم هنا هو : ملك الروح ؛ لأنه أعظم من ملك الجسد ؛ لأن الجسد من عالم الصورة ، والروح من عالم المعنى ، والمعنى أوسع من الصورة ، وإن كان كل من الروح والجسد مخلوقين على ما دلّت عليه النصوص.
نعم : إن الروح يلي الحق تعالى ؛ فهو من عالم الأمر : أي من عالم الاختراع بلا مادة ، ولا في مادة ، والجسد يلي الخلق ؛ فهو من عالم الخلق : أي من عالم الإيجاد من مادة في مدة.
والمراد باليد القابضة هاهنا هي : اليمنى المضافة إليها الملكوت العليا ، كما قال تعالى : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر : ٦٧] ؛ وذلك لأن الأرواح من العلوّيات فهي مقبوضة باليد اليمنى ، والأجساد من السفليات ؛ فهي مقبوضة باليد اليسرى.
كما قال تعالى : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [الزمر : ٦٧] : أي مقبوضه تعالى بالشمال على ما يقتضيه ما قبله ، وإن كانت كلتا يديه تعالى يمينا مباركة في الحقيقة على ما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة ؛ فاليد اليمنى بيد رب
__________________
ـ كلام يطلب من محله ، والملكوت : عظم الملك ؛ لأنه مبالغة فيه كالرّهبوت ، ولهذا فسر الملك بعالم الشهادة ، والملكوت بعالم الغيب ، وهو عالم الأمر ، وقيل : الملك : ما يدرك بالحس ، والملكوت : ما لا يدرك به ، وذكر بعضهم عبارة أبسط من هذه فقال : عالم الملك : عالم الشهادة ، ويقال : عالم الخلق ، وهو عالم الأجسام والجسمانيات ، ويكون بقدرة الله تعالى بعضه من بعض ، وبتضمنه التغير ، وعالم الملكوت عالم الغيب ، ويقال له : عالم الأمر ، وهو عالم الأرواح والروحانيات ، وهو ما أوجده الله تعالى بالأمر الأزلي بلا تدريج ، وبقي على حالة واحدة من غير زيادة ولا نقصان ، والجبروت عالم الأسماء والصفات الإلهية ، يعني صفات العظمة والعلو ، وقيل : هو عالم بين العالمين يشبه أن يكون في الظاهر من عالم الملك ، فجبر بالقدرة الأزلية بما هو من عالم الملكوت.