رحمته في الدنيا ، والرحيم الخاص رحمته في الآخرة.
__________________
ـ اسم ، ومنه يخرج وإليه يعرج ، وهو عند المحقّقين للتعلق لا للتخلق ، بل هو دليل الذات فقط ، وله ظهور فيما ليس للذات التجلّي فيها من المراتب الكثيرة ، فالجلالة تعطي من المعاني المحتوية عليها ما يعطي ذلك الاسم الخاص من الأسماء به ، فتكون نائبا عن ذلك الاسم ، وفيه يكون شرفه فالمذنب إذا قال : يا الله اغفر لي ، فإن وقعت الإجابة فلا يجيبهم إلا الاسم الغفار ، والجلالة هنا نائبة منابه ، وله شرف في هذا المقام لقيامها لهيمنتها على جميع الأسماء مقامة وهي محتوية على أربعة ظاهرة في الرقم (ألف) الأولية ، و (لام) يد الغيب المدغمة ، و (لام) يد الشهادة المنطوق بها و (هاء) الهوية ، وعلى خمسة ظاهرة في اللفظ».
وحكم الشيخ بعدم ظهور اللام الأولى في اللفظ ، وحكم بوجود حروف أخرى فيها ليست بظاهرة لا في اللفظ ولا في الرقم ، وهي (واو) (هو) و (واو) (الهوية) إذا الهاء تدل عليهما ، فالواو مدلول عليها ، وبالجملة فحروفها من كلّ التقادير لا تزيد على ستة وهي هذه (أل ل أه) ، فالألف الأولى إمّا ألف الأولية ، أو ألف القدرة ، أو الأحادية المقتضية للانعدام ، والألف الثانية في اللفظ دون الخط إشارة إلى الكمال الذاتي ، فبثبوتها لفظ تدلّ على تحقق وجود نفس الكمال في ذاته تعالى ، وبسقوطها خطا تدل على عدم نهاية الكمال ؛ إذ المسقط لا يدرك فذلك الغير المتناهي ، أو تدل على الذات البحت الذي كان فيه العماء ليس فوقه (هوا) ولا تحته (هوا) من غير اعتبار شيء فيه حتى الأحادية ، واللامين إشارة الجلال والجمال المقدم إلى الجلال ؛ لأنه أسبق إلى الذات من الجمال لعزّته المتقدمة والمؤخر إلى الجمال المطلق الساري في المظاهر أو (اللام) الأولى للمعرفة ؛ لأن (الألف) لكان الله ولا شيء معه ، و (اللام) الثانية لام الملك ، فإنه لو زالت صورة الألف واللام الرقمية يبقى له ، و (الهاء) كناية عن غيب الذات المطلقة باعتبار أن (الهاء) أول الحروف ولها المبدأ وهو غيب في الإنسان وأقصى الغيب ، أو أنه كناية عن صفة الباطن ، وحتى يكون الألف كناية عن صفة الظاهر ، فإن الأول للإضمار ، والثاني للإظهار.
وقال الشيخ الجيلي قدسسره : استدارة رأس الهاء إشارة إلى دوران رحا الوجود الخفي والخلقي على الإنسان الكامل ، فإن في عالم المثال كالدائرة فإن شئت قلت : هي خلق وجوفها حق أو بالعكس أو قلت : بأن الأمر فيه مبهم دوري بين أنه خلق فله العبودية والعجز والافتقار ، وبين أنه على صورة الرحمن فله العز والكمال ، فهي الحقيقة البرزخية التي هي للكمّل والجمع مع الفرق ، ويجوز أن يقال أن اللامين تدلان على النعمتين المتحركة على الظاهرة والساكنة على الباطنة ؛ لأنهما متفقتان في الجنسية كاللامين. وانظر : شرح الحكم الأكبرية للبابي (ص ٣١) بتحقيقنا.