قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مرآة الحقائق [ ج ١ ]

    مرآة الحقائق

    مرآة الحقائق [ ج ١ ]

    تحمیل

    مرآة الحقائق [ ج ١ ]

    235/436
    *

    قال الله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١].

    وقال تعالى : (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) [آل عمران : ٩٧].

    وقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الفاتحة : ٧].

    وتتم مكارم الأخلاق بمقتضى كونه خاتم الأنبياء (١) ودعا أمته إلى توحيد

    __________________

    (١) ومعنى خاتم النبيين : أي ختامه وتمامه ، وآخره المتمّم له.

    فكذا نبينا ، ومولانا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو آخر النبيين ، كمّل الله تعالى به النبوءات ، وتمّم ببعثته الرسالات.

    وأغلق الله جلّ جلاله باب السموات ؛ أن ينزل منها وحي إلى الأرض بعد موته.

    فكان كما قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا أول الأنبياء في الخلق ، وآخرهم في البعث». وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا نبي بعدي».

    ومن أسمائه : العاقب ، والحاشر ، وأنه يحشر الناس على قدمه ، وكونه صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاتم النبيين أمر مقطوع به لا يرتاب في ذلك أحد ، ولا يتشكّك فيه إلا ملحد.

    ومن المعلوم أن عيسى عليه‌السلام : ينزل إلى الأرض في آخر الزمان ؛ فهو حقّ إلا أنه يكون من أمة سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

    وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وإمامكم منكم ؛ لأنه لا نبي بعدي». أي لأنه لا يبعث الله نبيّا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ بل بعثته عليها تقوم الساعة. وإنما ينزل عيسى عليه‌السلام إلى الأرض ؛ لإقامة شريعة نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو حينئذ واحد متن أمته. وإنما قال تعالى : خاتم النبيين ، ولم يقل : خاتم المرسلين ؛ لأن الرسول أخصّ من النبي ، وإن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا لأن أنبياء الله تعالى مئة ألف نبي ، وأربعة وعشرون ألف نبي.

    والرسل منهم ثلاث مئة ، وثلاثة عشر ، أو أربعة عشر.

    فإذا كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاتم النبيين ؛ كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاتم المرسلين قطعا.

    لأن معنى قوله : خاتم النبيين : أي لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده ؛ فلا رسول بعده.

    بخلاف ما لو قيل : خاتم المرسلين ، فإنه لا يلزم من نفي الرسول نفي النبي.

    قال بعض العارفين في قوله تعالى : خاتم النبيين : إشارة إلى أن ختام الشيء الحسن تمامه ، وأن هذه الدائرة العظيمة ، والشجرة الكريمة : شجرة الأنبياء ، ودائرة الأصفياء ؛ إنما ختامها ، وتمامها سيد العارفين ، وتاج أنبياء الله ، وأولياء الله المتقين ، ورافع لواء الحمد بين الحامدين ، ومن نوّر به مولاه السموات والأرضين ، ورحم بوجوده العالمين.

    فكان ختاما مسكا لتمام دائرة النبيين ، وفيه إظهار منزلته الكريمة ، ورتبته الجسيمة.

    وإنما جعل مولانا سبحانه الأنبياء الكرام مقدمة بين يدي ظهور بدر التمام ، فذكرت أخباره ، وفخاره ،