__________________ـ
ـ حيث كشفه وحظ غيره منه إنما هو التصديق لما ورد من الخبر في ذلك وقد تقدم ما فيه كفاية وغنية ، والله أعلم انتهى منه بلفظه.
وفي الوصية الصغرى للعارف بالله الشهير الغوث الكبير سيدي عبد السّلام بن سليم الأسمر الفيتوري ما نصه : ويجب عليكم أن تعتقدوا في حق رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه لا يفضل عليه شيء لا رسول ولا ملك ، ولا ولى ولا عالم ، ولا الجن ولا الإنس ، ولا غير ذلك بل هو أفضل مما خلق الله تعالى وكيف يفضل عليه شيء ولولاه صلىاللهعليهوسلم ما أوجد الله تعالى شيئا من جميع المخلوقات انتهى منه بلفظه.
وعند الصوفية الحق المخلوق به قال القاشاني في لطائفه : يعنون به الإنسان الكامل قال : بالمعنى أنه المخلوق بسببه المشار إلى ذلك بقوله : «لولاك ما خلقت الأفلاك».
قال تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)[الجاثية : ١٣] فما يسخر الشيء إلا لأجله ، فإنه هو العلة الغائية من وجوده ولهذا جاء في الزبور وغيره من الكتب الإلهية ، يا ابن آدم خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلي ، فقالوا كل ما سوى الإنسان خلق للإنسان ، انتهى المراد منه بلفظه (٢).
وقال أيضا في الكلام على عين العالم ما نصه : وقال الشيخ في كتاب فصوص الحكم وإنما كان الإنسان هو عين الحق ، لأنه تعالى نظر به إلى العالم فرحمهم ، يعني بإفاضة الوجود عليهم من أجله إذ لو لا الإنسان الكامل ، لما وجد العالم المشار إلى ذلك بقوله : لولاك لما خلقت الأفلاك.
وقوله : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)[الجاثية : ١٣] انتهى المراد منه بلفظه أيضا.
وقال الشيخ العارف أبو العباس أحمد التجاني : في «شرحه لجوهرة الكمال» لدى قوله فيها (عين الرحمة الربانية) ما نصه : لو لا هو صلىاللهعليهوسلم ما خلق شيء من الأكوان ولا رحم منها لا بالوجود ولا بإفاضة الرحمة والجود ولا يقال إن هذا تعجيز للحق سبحانه وتعالى ، بأنه لا يقدر أن يخلق شيئا إلا به صلىاللهعليهوسلم فليس هذا الوهم هو المراد في هذا الكلام ، كما يظنه بعض من لا علم عنده ، بل تحقيق ما قلناه : إن الله سبحانه وتعالى لو سبق في علمه ونفوذ مشيئته أن لا يخلق محمدا صلىاللهعليهوسلم لسبق في علمه ونفوذه ومشيئته ، أن لا يخلق شيئا من المخلوقات ، فمن هذه الحيثية إن وجود كل موجود من الأكوان يتوقف على سبقية وجوده صلىاللهعليهوسلم لذلك الوجود فإنه صلىاللهعليهوسلم كلية مراد الحق وغايته من الوجود فإنه ما خلق الكون إلا من أجله صلىاللهعليهوسلم ولا أفاض الرحمة على الوجود إلا بالتبعية له صلىاللهعليهوسلم فوجود الأكوان كلها مناط بوجوده صلىاللهعليهوسلم وجودا وإفاضة انتهى المراد منه بلفظه.
قال بعضهم : وهذا يعني خلق الله العالم من أجله ليس لغيره من نبي ولا ملك :
وما عجب إكرام ألف لواحد |
|
لعين تفدى ألف عين وتكرم |