وأمّا الثاني : وهو إثبات الفضل الزائد له من وجه آخر أنه : أي العقل الأول المصوّر له مقام الرؤية من جميع حضرات الأسماء دون غيره ، فالمهيمة وإن كان لهم شهود تام ؛ لكن شهودهم بحسب أسمائهم المخصوصة ، ولهم في ذلك مقام معلوم لا يتعدونه ، فأين الرؤية الخاصة من الرؤية العامة المحيطة؟ هذا والله الشكور لعبده الشكور.
__________________
(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) قال سيدي عبد الكريم الجيلي : فالأنبياء والأولياء والملائكة وسائر المقربين من سائر الموجودات ليس عندهم من المعرفة الذاتية ومحمّد صلىاللهعليهوسلم الذي هو قلب الوجود هو الذي عنده الوسع الذاتي للمعرفة الذاتية ، وإلى ذلك أشار صلىاللهعليهوسلم بقوله : «لي وقت مع ربّي لا يسعني فيه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل» انتهى. ـ وذكر الشيخ في هذا المؤلف العظيم اتصاف سيدنا صلىاللهعليهوسلم بجميع الأسماء الحسنى ، وجعل يذكر الأدلة على تلك الكمالات (ص ١١٥ ، ١١٦) ، وانظر : محاسن الأخبار في فضل الصلاة على النبي المختار للأبشيهي (ص ٣٦٥) بتحقيقنا.