الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً. الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف : ٤٥ ـ ٤٦) وقوله سبحانه : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ). (الحديد : ٢٠) ، فكانت حياته تفسيرا عمليا وتجسيدا حيّا لهذه الآيات الكريمة.
وفي هذا ، يروي الطبرسي في مجمع البيان فيقول : «وقال علي بن أبي طالب ، عليه أفضل الصلوات ، في بعض خطبه : «والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ، ولقد قال لي قائل : ألا تنبذها؟ فقلت : اغرب عني ، فعند الصباح يحمد القوم السرى». وروى محمد بن قيس ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنه قال : «والله إن كان عليّ عليهالسلام ليأكل أكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد ، وإن كان ليشتري القميصين فيخير غلامه خيرهما ، ثم يلبس الآخر ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ، ولقد ولي خمس سنين ، ما وضع آجرة على آجرة ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أورث بيضاء ولا