القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا ، وقول القائل إنه عزوجل أحدي المعنى يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل» (١).
وقال عليهالسلام في بعض خطبه : «ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه» (٢). أي ما قصد الله تعالى من أشار إليه بإشارة حسّيّة أو وهميّة. والصمد هو الذي يقصد إليه عند الحوائج.
وروي عن عليّ عليهالسلام أيضا أنّه قال : «الصّمد الّذي ليس فوقه أحد» (٣). ولا منافاة بين الأمرين ، فالصّمد : هو المقصود إليه في الحوائج الذي ليس فوقه أحد ، جلّ ذكره تعالى.
١٣ ـ في تفسيره قوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ
وَالْباطِنُ)
روي عن عاصم بن حميد (٤) أنّه قال : سئل عليّ بن الحسين عليهالسلام عن التّوحيد فقال : «إنّ الله عزوجل علم أنّه يكون في آخر
__________________
(١) كتاب" التوحيد" لابن بابويه ، ص ٨٣.
(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٤.
(٣) راجع كشف الأسرار وعدّة الأبرار ، للميبدي ، ج ١٠ ، ص ٦٦٢.
(٤) عاصم بن حميد (بضم الحاء) الحناط الحنفي أبو الفضل ، مولى كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق (خلاصة الأقوال) ، للحلي ، ص ٢٢٠.