سنة٦١هـ.
وعن عبد الرحمن بن جندب قال عقبة بن سمعان : «صحبت حسيناً عليهالسلام فخرجت معه من المدينة إلى مكّة ومن مكّة إلى العراق .. الخ»(١).
هذه الرواية مهمّة من الناحية التاريخية إذ ينقل الأخبار شاهد عيان عاش الأحداث من أولّها إلى آخرها ، ويبدو أنّ الطبري اهتمّ بروايته ونقلها لأهمّيتها ، فإنّ عقبة بن سمعان يقول بصورة غير مباشرة : أنّه يعرف أسرار الثورة بكلّ تفاصيلها القولية والفعلية ، فإنّ مثل هذا الشاهد والمشارك في الأحداث له قابلية على وصف الحدث التاريخي بكلّ أبعاده وعناصره ، ويعني هذا الكلام منه الإطلاع على أسرار الثورة ودوافع الإمام الحسين عليهالسلام إلى هذه الحركة الفعلية ، وتترجّح رواياته عند الباحث في التاريخ بعد الإطلاع على قيمة هذه الروايات ومدى مصداقيته بعد تحليلها ومقارنتها عندغير الطبري ، ولكن بعد التأكّد من دراسة أقوال علماء الرجال فيه ومدى وثاقته يتبيّن أنّه من أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام وأنّه يروي ما سمعه وشاهده بموضوعية.
إنّ نجاة عقبة بن سمعان من المعركة جعله من رواة هذه الأحداث الخطيرة في تاريخ الإسلام ، أمّا كيفية نجاته فقد وصفها حميد بن مسلم ـ وهومن رواة المعركة ـ بأنّ عمر بن سعد قد أخذه ، ويبدو أنّ ذلك بعد انتهاءالمعركة وشهادة الإمام الحسين عليهالسلام وهو في أرض المعركة ولم ينهزم
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤١٤.