أربعة آلاف مقاتل (١).
هذه الرواية تصف أحداثاً خطيرة بين الإمام الحسين عليهالسلام وجماعة الحرّالتي رافقت مسيرة الإمام إلى كربلاء ، وقد شدّد الحرّ ومن معه على الإمام وأصحابه وذلك بعد تسلّمه كتاب عبيد الله بن زياد الذي يطلب فيه الشدّة والحصار بمكان ليس فيه ماء ولا حصن ، وتنتهي الرواية بوصف أحداث جرت في الكوفة وكيفية استدعاء عمر بن سعد وتغيير وجهته إلى كربلاء بدلاً من دستبى(٢) ، ثمّ تشير الرواية إلى أنّ عمر بن سعد استشار أصحابه وأرحامه ومنهم حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن اخته إذ قال له حسب هذه الرواية : «أُنشدك الله يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربّك وتقطع رحمك ، فوالله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها لو كان لك ، خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين ...» ، وتذكر هذه الرواية إشارة زهير بن القين بقتالهم بعدما رأى تشديد الحرّ وأصحابه الخناق على حركتهم والتربّص لهم ، لكنّ الإمام الحسين عليهالسلام قد ردّه بقوله : «ما كنت لأبدأهم بالقتال ..» ، وهي سمة لازمت الإمام حتّى يوم العاشر من المحرّم سنة ٦١ هـ ، فالتمسّك بالمبادئ الإنسانية والإسلامية صفة من صفات الأحرار في العالم.
والرواية مهمّة من ناحية تحديد زمان الوصول إلى أرض كربلاء بذكر اليوم والشهر والسنة فقد حدّدت يوم الخميس وهو اليوم الثاني من محرّم ، فعلى هذه الرواية يكون القتال يوم الجمعة الموافق لـ ١٠ من المحرّم من
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٠٨.
(٢) وهي موضع بين الريّ وهمذان وهي مقسومة بينهما ويدعى قسم منها دستبى الرأي ، المختصر : ٢٥٧.