المجلسي(١)(رض) في ذلك الأمر فيه سهل ، إذ لا كلام في استحباب الدعاء بعدالركوع ، وعنوان القنوتية لا أثر له ، ورفع اليدين مستحبٌّ في كلِّ دعاء.
خاتمة
لا يخفى أنّ تكرار الشيء الواحد ربّما يوجب سأم النفس ; لأنّ الطباع موكلة بمعاداة العادات ومولعة بالالتذاذ والشوق إلى الحوادث والمجدّدات ، فلربّما تاقت نفس المجتهد إلى الثقل من بعض الأدعية إلى بعض ، والاشتغال بغيرما ذكرناه في بعض أحواله من قنوتاته وتعقيباته وغير ذلك ، وقد عرفت أنّه ليس في تلك المقامات شيء لازم لا يجوز التعدّي عنه أو الانتقال إليه ، وكانت أدعية ساداتنا وأئمّتنا الأطهار (صلوات الله عليهم) التي جرت من ينبوع القدس والكرامة على جداول ألسنتهم المطهّرة الزاكية رياضاً في المحبّة مشحونة بالأزهار ، وخزائن في معرفة مملوءة بجواهر الأسرار ، وينابيع علوم يتدفّق سيلها على الأودية والأغوار ، فتحمّل كلٌّ منهما بمقدار ما وسّع الله من
__________________
قال : «كان أبو الحسن الأوّل عليهالسلام إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر ، قال : «هذا مقام من حسناته نعمة منك ، وشكره ضعيف وذنبه عظيم ، وشكره قليل وليس لذلك إلاّدفعُكَ ورحمتُك. إلهي طموحُ الآمال قد خابت إلاّ لديك ، ومعاكف الهمم قد تقطّعت إلاّعليك ، ومذاهب العقول قد سمت إلاّ إليك ، فإليك الرجاء وإليك الملتجأ ، يا أكرم مقصود ، ويا أجود مسؤول ، هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب ، أحملها على ظهري ، وما أجدُ اليك شافعاً سوى معرفتي بأنّك أقربُ من رجاه الطالبون ، ولجأ إليه المضطرّون ، وأمّل ما لديه الراغبون ، يا من فتق العقول بمعرفته ، وأطلق الألسن بحمده ، وجعل ما امتنّ به على عباده كفاءً لتأدية حقّه صلّ على محمّد وآله ، ولا تجعل للهموم على عقلي سبيلا ، ولا للباطل على عملي دليلا ، وافتح لي بخير الدنيا والآخرة يا وليّ الخير». فروع الكافي ١ / ١٦٦ ، باب ١٩١ السجود والتسبيح والدعاء فيه ، ح ١٦ ، وانظر : مصباح الكفعمي : ٧٦.
(١) بحار الأنوار ٨٥ / ٢٠٩.