قدره وقدّر من وسعه ويقبل من فيضها بحسب ما أصلح من نفسه وما منح الله له من غريزة طبعه ، فلذا أحببت أن أورد في هذه الخاتمة نبذة من موجزات تلك الأدعية الصحيحة سنداً الفصيحة متناً البديعة لفظاً الرفيعة معناً ، فرأيت من أنفس نفائسها وأثمر مغارسها الأدعية التي أوردها شيخنا الأعظم شيخ الطائفة شكر الله سعيه الجميل وضاعف في الجزاء أجره الجزيل في تعقيبات شهررمضان ، فإنّها قد تضمّنت أدعية تبهر العقول والألباب وتفتح الأبواب بين العبد وربِّ الأرباب ، وأظنّها من جمعه وترتيبه أو ترتيب من تلاه من العلماءالمحدّثين(١) كـ : (ابن أبي قرّة)(٢) ونظائره شكر الله مساعيهم الجميلة ، وعلى كلّ حال فتلك الأدعية واردة بأسانيد صحيحة عنهم عليهمالسلام ولكنّهاوردت مطلقة والعلماء (رضوان الله عليهم) رتّبوها مع النوافل بذلك الترتيب البديع ، وعلى كلّ تقدير ورودها بهذه الكيفية بطرق لم نطّلع عليها فمن المعلوم عدم اختصاصها بذلك الحال ، وقد أوردنا على الترتيب الذي ذكروه في النوافل صوناً له عن التغيير والتبديل ، وإن كان خارجاً عن وضع الرسالةولكن ربّما يوفِّق الله فينتفع بها أحد في محالّها من ليالي ذلك الشهر الشريف فيترتّب على ذلك كلّ من الأثرين ، وبالله التوفيق قال الشيخ (قده) في مختصره (١) :
__________________
(١) انظر : إقبال الأعمال : ٢٨٣.
(٢) محمّد بن أبي قرّة : محمّد بن عليّ بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة ، ثقة بالاتّفاق ، رجال النجاشي : ٣٩٨ رقم ١٠٦٦.
(١) مصباح المتهجّد الصغير الورقة : ٤١٢ نسخة خطّية ، وانظر : مصباح المتهجّد : ٣٧٨.