انطلق من بستان بني عامر أو ابن عامر وفيه لقي الشاعر الفرزدق وكان يوم التروية(١) ثمّ مرّ بالتنعيم ، إنّ تحرّك السلطة الرسمية بالتدخّل ومنع الإمام الحسين عليهالسلام محاولة واضحة للحيلولة من وصول العراق والدخول إلى الكوفة ، وإيراد النصّ القرآني إشارة إلى السيرة العملية للإمام الحسين عليهالسلام أو بيان هدف الثورة ضدّ الظلم والطغيان الأموي ، وتتحدّث الرواية عن قافلة محمّلة بالهدايا إلى يزيد بن معاوية من والي اليمن بحير بن ريسان الحميري فأخذها الإمام الحسين عليهالسلام وخيّر أصحاب الإبل بين البقاء والرحيل وتنتهي الرواية بعبارة : «ومن مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه» ، وفي رواية امتنع بعضهم من المضيِّ معه (٢) ، وقد أنكر بعضهم هذا الفعل الصادرمن الإمام الحسين عليهالسلام ، ونقل عن الشيخ المفيد (ت٤١٣ هـ) أنّه استأجرها من أصحابها في حين أيّد بعض الباحثين أنّ الإمام الحسين عليهالسلام قدأخذ القافلة(٣) ، ويبدو أنّ هذا الرأي بعيد عن فعل الإمام الحسين عليهالسلام وخاصّة وإنّها هدايا مرسلة.
وفي رواية عليّ بن الطعّان المحاربي الذي كان مع الحرّ بن يزيد الرياحي والتي تصف كيفية إخراج الكتب والرسائل المرسلة إلى الإمام الحسين عليهالسلام وهي ليست من مرويّات عقبة بن سمعان ولكنّها تبيّن قرب عقبة من الإمام إذ قال له : «أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ ، فأخرج خرجين مملوءين صحفاً فنشرها بين أيديهم .. الخ»(٤).
__________________
(١) وقائع الطريق من مكّة إلى كربلاء ٣ / ١٧٧.
(٢) الملهوف على قتلى الطفوف : ١٢٧.
(٣) الركب الحسيني ٣ / ١٧٩.
(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٤٠٢.