المؤثّرة والأمور بيديها بالرغم من التذمّر الذي تصفه الروايات التاريخية والحوارات بين القادة الذين يحاولون أن يثنون الإمام الحسين عليهالسلام عن تنفيذ ماعزم عليه ، تصف هذه الرواية الحوار بين عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عبّاس مع الإمام الحسين عليهالسلام ، ثمّ تردّد ابن عبّاس كثيراً على الإمام عليهالسلام محاولاًومحذّراً من هذا المسير بل مقترحاً لبعض الحلول بالانطلاق نحو اليمن أو البقاء في الحجاز ، ولكنّ الإمام الحسين عليهالسلام كان مصرّاً كلّ الإصرار على تحقيق بغيته ، وكان عبد الله بن العبّاس يرغب ببقاء الإمام الحسين عليهالسلام في مكّة حتّى لا يتاح لابن الزبير السيطرة على مكّة ، وتنتهي الرواية بقول ابن عبّاس لابن الزبير : «هذا حسين يخرج إلى العراق وعليك بالحجاز».
وعن الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان قال : «لمّا خرج الحسين عليهالسلام من مكّة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيى بن سعيد فقالوا له : انصرف ، أين تذهب! فأبى عليهم ومضى ، وتدافع الفريقان ، فاضطربوا بالسياط ، ثمّ إنّ الحسين عليهالسلام وأصحابه امتنعوا امتناعاً قويّاً ، ومضى الحسين على وجهه ، فنادوه : يا حسين ، ألا تتّقي الله!تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الأمّة ، فتأوّل حسين عليهالسلام قول الله عزّوجلّ : (لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)(١) ، قال : ثمّ إنّ الحسين أقبل حتّى مرّ بالتنعيم .. الخ»(٢).
هذه الرواية تصف بعض أحداث الطريق من مكّة باتجاه العراق ، وقد
__________________
(١) سورة يونس : ١٠ / ٤١.
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٣٨٥.