اللّهُمَّ وَقَد ناداكَ بِعَزْمِ الإرادَةِ قَلْبي وَأسْتَبقى نِعْمَتَكَ بِفَهْمِ حُجّتِكَ لِساني وَما تَيَسّرَ لِي مِنْ إرادَتِكَ اللّهُمَّ فَلا اُخْتَزَلَنَّ (١) عَنْكَ وَأنا أؤُمُّكَ ولااُخْتَلَجَنَّ (٢) دُونَكَ ـ عَنكَ ـ وَأنا اتَحَرّاكَ اللّهُمَّ وَقَد أيِّدْنا بِما تَسْتَخْرِجُ بِهِ فاقَةَ الدُنْيا مِنْ قُلُوبِنا وَتَنْعَشُنا مِنْ مَصارِعِ هَوانِها وَتَهْدِمُ بِهِ عَنّا ما شُيِّدَ مِنْ بُنيانِهاوَتسْقينا بِكأسِ السَّلْوَةِ (٣) عَنْها حَتّى تُخَلِّصَنا لِعِبادَتِكَ وَتُورِثُنا مِيراثَ أوليائِكَ الّذينَ ضَرَبْتَ لَهُم المَنازِلَ إلى قَصْدِكَ وآنَسْتَ وَحْشَتَهُم حَتّىوَصَلوا إلَيْكَ اللّهُمَّ وإنْ كانَ هَوىً مِنْ هَوىَ الدُّنْيا أو فِتْنَةٌ مِنْ فِتَنِها عَلِقَ بِقُلوبِنا حَتّى قَطَعْنا عَنْكَ أو حَجَبَنا عَن رِضْوانِكَ أو قَعَدَ بِنا عَن إجابَتِكَ اللّهُمَّ فاقْطَعْ كُلَّ حَبْل مِن حِبالِها جَذَبَنا عَن طاعَتِكَ وَأعْرَضَ بِقُلوبِناعَن أداءِ فَرائِضِكَ وَاسْقِنا عَن ذلِكَ سَلْوَةً وَصَبْرَاً يُورِدُنا عَلى عَفْوكَوَيُقَوِّينا (٤) عَلى مَرْضاتِكَ إنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ اللّهُمَّ واجْعَلْنا قائِمِينَ عَلى أنْفُسِنا بِأحْكامِكَ حَتّى تُسْقِطَ عَنّا مُؤَنَ المَعاصِي واقْمَع الأهْواءَ أنْ تَكونَ مُساوِرَةً(٥) لَنا وَهَبْ لَنا وَطَءَ آثارِ مُحَمَّد وآلِهِ صَلواتُكَ عَليهِ وَآلِهِ وَاللُّحُوقَ بِهِم حَتّى يرْفَعَ للدِّينِ أعْلامَهُ ابتِغاءَ اليَومِ الّذي عِنْدَكَ اللّهُمَّ فَمُنَّ علَينا بَوَطْءِ آثارِ سَلَفِنا وَاجْعَلْنا خَيْرَ فَرَط (٦) لِمَنْ ائْتَمَّ بِنا فَإنَّكَ علَى كُلِّ شَيءقَدير وَذلِكَ علَيك سَهْلٌ يَسيرٌ وأنْتَ أرْحَمُ الرّاحِمينَ وَصَلّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد النَّبِيّ وَآلهِ الأبْرارِ وَسَلَّمَ تَسْليماً».
__________________
(١) خزله خزالاً : قطعة وخزل فلاناً عن حاجة : عوّقه وحبسه واختزل الشيء : اقتطعه.
(٢) خلجه واختلجه : إذا جذبه وانتزعه.
(٣) سلاه عنه سلواً وسلواناً : نسيه وطابت نفسه بعد فراقه.
(٤) في المتهجّد : ويقدمنا.
(٥) في المتهجّد : مشاورة.
(٦) الفرط : ما سبق من من وأجر ، والفرط : السبق والتقدّم.