وارحمني وتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرّحيم».
ثمّ(١) يركع ويقول بعد رفع رأسه : «هذا مَقَامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ عَليهِ وَسَيّئاتُهُ بِعَمَلِهِ وَذَنْبُهُ عَظيمٌ وشُكرُهُ قَليلٌ وَلَيْسَ لِذلِكَ إلاّ دَفعُكَ ورَحمَتُكَ إلهي طُمُوحُ الآمالِ قَدْ خابَت إلاّ لَدَيكَ ومَعاكِفُ الهِمَمَ (٢) قَدْ تَعَطَّلَت(٣) ـ تَقَطَّعَت ـ إلاّ عَليكَ ومَذاهِبُ العُقولِ (٤) قَدْ سَمَتْ(٥) إلاّ إليكَ فأنْتَ الرَّجاءُ وإلَيكَ المُلْتَجى يَا أكْرَمَ مَقْصُود ويِا أجوَدَ مَسئُول هَرَبْتُ إليكَ بِنَفْسي يَا مَلْجَأ الهَاربينَ بِأثْقالِ الذُّنوبِ أحْمِلُها على ظَهري ولا أجِدُ إلَيكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتي بِأنَّكَ أقْرَبُ مَنْ لَجَأ إلَيهِ المُضْطَرّونَ وأمَّلَ ما لَدَيهِ الرّاغِبونَ يَا مَنْ فَتَقَ العُقولَ (٦) بِمَعْرِفَتِهِ وأنْطَقَ الألسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ مَا امتَّنَ بِهِ على عِبادِه (٧) ـ خَلْقِهِ ـ كِفاءً لِتَأديةِ حَقِّهِ صَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ ولا تَجْعَلَ لِلهُمومِ على عَقلي سَبيلاً ولِلباطِلِ على عَمَلي دَلَيلاً وافْتَح لي خَيْرَالدُّنيا والآخِرَةِ يا وَليَّ الخَيْرِ اللّهُمَّ إنَّك قُلتَ في مُحكَمِ كِتابِكَ المُنْزَلِ على نَبيِّكَ المُرسَلِ : (كانوا قليلاً مِنَ اللّيلِ ما يَهجَعُونَ
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ١٢٢.
(٢) العكوف : الإقامة والوقوف على باب كلّ واحد قد تقطّعت وخابت إلّا عكوفها على باب جودك وإحسانك.
(٣) في مصباح الكفعمي: ٧٦ (قد تقطّعت).
(٤) المذاهب : الطرق أو الآراء قد سمعت إلّا إليك.
(٥) في مصباح التهجّد : ١٢٢ (قد سدّت).
(٦) فتق العقول : أي وسّعها وهيّئها لمعرفته وجعلها قابلة لها.
(٧) في مصباح المتهجّد ١٢٣ (على خلقه) ، وهو ما امتن به على عباده كفاءً لتأدية حقّه: أي جعل شكر ما امتنً به على عباده مكافياً لأداء حقّه. فإنّه كلّف يسيراً ، فلم يجعل ما يكافي نعمه إلّا شكرها. وقد وعدنا فوق ذلك ثواباً جزيلأ في الآخرة.