وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها ...)(١) ، وقال في باب النبات :(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ)(٢).
واعلم أنّ اللّه ـ تعالى ـ (٣) جعله إنسانا في سبع درجات ، وأشار إلى ذلك في عدّة مواضع مختلفة حسب ما اقتضته (٤) الحكمة. فقال في موضع :(خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ)(٥) إشارة إلى المبدأ الأوّل ؛ وفي آخر (٦) :(مِنْ طِينٍ)(٧) إشارة إلى الجمع (٨) بين التراب والماء ؛ وفي آخر :(مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)(٩) إشارة إلى الطين المتغيّر بالهواء أدنى تغيّر (١٠) ؛ وفي آخر :(مِنْ طِينٍ لازِبٍ)(١١) إشارة إلى الطين المستقرّ على حالة من الاعتدال يصلح لقبول الصورة ؛ وفي آخر :(مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)(١٢) إشارة إلى نتنه (١٣) وسماع صلصلة (١٤) منه ؛ وفي آخر :(مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ)(١٥) وهو الذي قد أصلحه (١٦) أثر من النّار فصار كالخزف ، وبهذه القوّة الناريّة حصل في الإنسان أثر من الشيطنة ، وإلى (١٧) هذا المعنى أشار بقوله :(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ)(١٨) ، فنبّه على أنّ الإنسان فيه من
__________________
(١) سورهء نحل ، آيهء ١٤.
(٢) سورهء إبراهيم ، آيهء ٣٢.
(٣) أصل : ـ تعالى.
(٤) مش ١ ، مش ٢ ، آس : ما اقتضت / دا : يقتضيه / چ : أفضت.
(٥) سورهء آل عمران ، آيهء ٥٩.
(٦) بقيّهء نسخ : الآخرة.
(٧) سورهء انعام ، آيهء ٢.
(٨) مش ١ : الجميع.
(٩) سورهء حجر ، آيات ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٣.
(١٠) مش ٢ : ـ أدنى تغيّر.
(١١) سورهء صافات ، آيهء ١١.
(١٢) سورهء حجر ، آيهء ٢٨.
(١٣) مش ١ ، لك ، آس : سه / چ : سنه.
(١٤) «حمأ» گل سياه بدبو است ؛ و «صلصال» بمعنى آهنگين وصدادار.
(١٥) سوره رحمن / آية ١٤.
(١٦) چ : يصلح.
(١٧) دا ، مش ١ : على.
(١٨) سورهء رحمن ، آيهء ١٤.