في عالم النفوس الكليّة صور معلومة مضبوطة بعللها وأسبابها على وجه كلي.
فتلك الصور هي قدره
ـ تعالى ـ ؛ ومحلّها ، وهو عالم النفوس الكليّة ـ التي هي قلب العالم الكلي عند الصوفية ـ ، محلّ القدر ولوح القضاء.
ثمّ ينتقش منه في القوى المنطبعة الفلكيّة نقش جزئي ؛ وهذا العالم
هو «عالم الخيال الكلّي» و «عالم المثال» ، وهو لوح القدر ؛ كما أنّ ذلك العالم ـ الذي
هو عالم النفوس الناطقة الكليّة ـ لوح القضاء. وكلّ منهما «كتاب مبين» ؛ إلّا أنّ الأوّل «لوح محفوظ» هو «أمّ الكتاب» ، والثاني «كتاب المحو والإثبات» ، وهذا العالم
ـ أي عالم لوح القدر ـ [هو] «عالم الملكوت» العمّالة.
وبالجملة ، فهذه
العوالم ـ كليّتها وجزئيّتها ـ كلّها كتب إلهيّة ودفاتر سبحانيّة ، لإحاطتها ب «كلمات اللّه التّامات». فعالم النفوس والعقول كتابان إلهيّان ، وقد يعبّر عنهما ب «أمّ الكتاب» و «الكتاب المبين» ، لإحاطته بالأشياء
__________________