ـ النظر يضادّ العلم بالمنظور فيه ، ويضادّ الجهل به ، والشكّ فيه. فوجه مضادته للعلم أنّه بحث عنه وابتغاء توصّل إليه ، وذلك يناقض تحقّق العلم ، إذ الحاصل لا يبتغى (ج ، ش ، ٢٧ ، ٥)
ـ النظر ينقسم معناه في اللغة ، وتعتوره وصائل مختلفة على حسب اختلاف معانيه. فإن أريد به التقرّب والانتظار ، استعمل من غير صلة ؛ قال الله تعالى في الأنباء عن أحوال المنافقين ومخاطبتهم المؤمنين ، وقد حيل بينهم وبينهم : (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) (الحديد : ١٣) ، معناه : انتظرونا وإن أريد بالنظر الفكر ، وصل بفي ، فتقول : نظرت في الأمر ، إذا تدبّرته. وإذا أريد به الترحّم ، وصل باللام ، فتقول : نظرت لفلان. وإذا أريد به الإبصار ، أي الرؤية وصل بإلى. والنظر في الآية التي احتججنا بها موصول بإلى خبر عن الوجوه الناظرة المستبشرة ، فاقتضاء النظر إثبات الرؤية (ج ، ش ، ١٦٨ ، ٧)
ـ العلم الحاصل المطلوب هو المدلول ، وازدواج الأصلين الملزمين لهذا العلم هو الدليل ، والعلم بوجه لزوم هذا المطلوب من ازدواج الأصلين علم بوجه دلالة الدليل ؛ وفكرك الذي هو عبارة عن إحضارك الأصلين في الذهن ، وطلبك التفطّن لوجه لزوم العلم الثالث من العلمين الأصلين ، هو النظر (غ ، ق ، ١٨ ، ٢)
ـ النظر الذي هو التأمّل والتصفّح (ز ، ك ٣ ، ١٤٥ ، ٢٤)
ـ (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ) (الغاشية : ١٧) نظر اعتبار (كَيْفَ خُلِقَتْ) (الغاشية : ١٧) خلقا عجيبا دالّا على تقدير مقدّر شاهدا بتدبير مدبّر حيث خلقها للنهوض بالأثقال وجرّها إلى البلاد الشاحطة ، فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر ثم تنهض بما حملت ، وسخّرها منقادة لكل من اقتادها بأزمتها لا تعاز ضعيفا ولا تمانع صغيرا ، وبرّأها طوال الأعناق لتنوأ بالأوقار (ز ، ك ٤ ، ٢٤٧ ، ١٦)
ـ النظر ترتيب تصديقات ليتوصّل بها لى تصديقات أخر (ف ، م ، ٣٨ ، ٣)
ـ النظر المفيد للعلم موجود (ف ، م ، ٣٨ ، ١٧)
ـ إنّ النظر مناف للعلم بالمدلول ومشروط بالعلم بالدليل (ف ، م ، ٨٠ ، ٨)
ـ النظر والفكر عبارة عن ترتيب مقدّمات علميّة أو ظنّية ليتوصل بها إلى تحصيل علم أو ظنّ. مثاله إذا حضر في عقلنا أنّ هذه الخشبة قد مسّتها النار ، وحضر أيضا أنّ كل خشبة مسّتها النار فهي محترقة ، حصل من مجموع العلمين الأولين علم ثالث بكون هذه الخشبة محترقة. فاستحضار العلمين الأوّلين لأجل أن يتوصّل بها إلى تحصيل هذا العلم الثالث هو النظر (ف ، أ ، ٢٠ ، ١١)
ـ النظر قد يفيد العلم ، لأنّ من حضر في عقله أنّ هذا العالم متغيّر ، وحضر أيضا أنّ كل متغيّر ممكن ، فمجموع هذين العلمين يفيد العلم بأنّ العالم ممكن ، ولا معنى لقولنا النظر يفيد العلم إلّا هذا (ف ، أ ، ٢٠ ، ١٧)
ـ النظر في الشيء ينافي العلم به ، لأنّ النظر طلب ، والطلب حال حصول المطلوب محال ، وينافي الجهل به لأنّ الجاهل يعتقد كونه عالما به ، وذلك الاعتقاد يصرفه عن الطلب (ف ، أ ، ٢١ ، ١٨)
ـ إنّ النظر في لغة العرب قد يطلق بمعنى الانتظار ، ومنه قوله ـ تعالى ـ : (انْظُرُونا) (الحديد : ١٣) أن انتظرونا وقوله : (ما يَنْظُرُونَ