بالقول ، وذلك بمثابة المذكور الذي لا يكتسب من الذكر صفة في نفسه (ج ، ش ، ٢٩٧ ، ٩)
نبوات
ـ القول في النبوّات : أنّه لا بدّ فيها من معارف ضروريّة ؛ وذلك أنّه لا بدّ من أن نعرف عين النبي ، ونميّزه من غيره ، بمشاهدة أو بالخبر ؛ ولا بدّ في الخبر من صفة يبيّن بها النبي عند المخبر ، ويستغنى عن ذلك في المشاهدة .. ولا بدّ من أن يعرف ادّعاؤه النبوّة ، ودعاؤه إلى النظر في صدقه ، وإلى شريعته ، على طريق المخاطبة ، لأنّه متى لم يقع كذلك لم يكن له تعلّق بمن يدعوه ، ومدّعي النبوّة ، والبعثة إليه. ولا بدّ أن يعرف من أحوال النبيّ ما يتميّز به ، ممن لا يجوز أن يكون نبيّا ، مما يقتضي أن لا يقع النفار والانصراف عن النظر في نبوّته. وإنّما يجب أن يعلم ذلك ، على الجملة ؛ وغالب الظنّ يقوم مقام العلم فيه ، لأنّ الرسول ، وإن كان لا بدّ من أن يكون كذلك ، فقد يصحّ الاستدلال على نبوّته ، وإن لم يعلم كذلك على بعض الوجوه ، على ما تقدّم القول فيه ؛ ولا بدّ من أن يعرف المعجز الذي يجعله دلالة على نبوّته ، وظهوره عند ادعائه النبوّة ، ودعائه الأمّة إلى التزام الشريعة ، على وجه مخصوص ، يمكن معه أن يعلم تعلّقه بدعواه ؛ ولا بدّ من أن يعرف من أحوال المعجز ما يمكن معه الاستدلال به ، على نبوّته. وقد بيّنا من قبل أنّه لا بدّ من أن يعرف التوحيد والعدل ، ليصحّ أن تعرف حكمة المرسل ، وأنّه ممن لا يصدق الكذّابين ، ولا يفعل ما يحل محل التصديق لهم ، ولكن يصحّ أن يعلم بخبر الرسول ، المصالح ، على الوجوه التي بيّناها في الكلام على" البراهمة" (ق ، غ ١٦ ، ١٤٣ ، ١٦)
ـ صارت المعتزلة وجماعة من الشيعة إلى القول بوجوب وجود النّبوات عقلا من جهة اللطف ، وصارت الأشعريّة وجماعة من أهل السنّة إلى القول بجواز وجود النبوّات عقلا ووقوعها في الوجود عيانا ، وتنتفي استحالتها بتحقيق وجودها ، كما ثبت تصوّرها بنفي استحالتها (ش ، ن ، ٤١٧ ، ٥)
ـ مذهب أهل الحق أنّ النبوّات ليست واجبة أن تكون ولا ممتنعة أن تكون ، بل الكون وأن لا كون بالنسبة إلى ذاتها وإلى مرجّحها سيّان ، وهما بالنظر إليه سيّان ، وأمّا أهل الطعان فحزبان : حزب انتمى إلى القول بالوجوب عقلا ، كالفلاسفة والمعتزلة. وحزب انتمى إلى القول والامتناع كالبراهمة والصابئة والتناسخيّة (م ، غ ، ٣١٨ ، ٢)
نبوة
ـ اختلفوا في النبوة هل هي ثواب أو ابتداء. فقال قائلون : هي ابتداء ، وقال قائلون : هي جزاء على عمل الأنبياء ، هذا قول" عبّاد" ، وقال" الجبّائي" : يجوز أن تكون ابتداء (ش ، ق ، ٤٤٨ ، ٨)
ـ قال شيوخنا ، رحمهمالله ، في النبوّة إنّها جزاء على عمل ، ففصلوا بينها وبين الرسالة ، من حيث كان المستفاد بها الرفعة ، التي هي جزاء عمله. ولذلك قالوا : إنّها مستحقّة ، دون الرسالة ، وهو قدر التعظيم والثواب ، وليس كذلك الرسالة (ق ، غ ١٥ ، ١٦ ، ٢٠)
ـ إن قيل : ومن أين أنّه لا يجوز أن تعرف نبوّة الأنبياء إلّا بالمعجزات؟ قيل له : إنّا لم نقل إنّها لا تعرف ، على كل وجه ، إلّا بالمعجز ؛ وإنّما