نقول : لا يصحّ أن تعرف من جهة الاستدلال ، ومع ثبات التكليف ، إلّا بالمعجز. فأمّا مع ارتفاع التكليف ، فقد يجوز أن تعلم النبوّة بالعلوم الضروريّة ؛ لأنّه لا شيء يصحّ أن يعلم باستدلال إلّا ويصحّ عندنا أن يعلم باضطرار ، على ما بيّناه في باب الأصلح (ق ، غ ١٥ ، ١٤٨ ، ٧)
ـ إنّا لم ننكر أن تدلّ على النبوّة ، من جهة غير القديم تعالى ، الأخبار ؛ وإنّما قلنا إنّ الذي يدلّ عليها ، من جهته تعالى ، لا يكون إلّا المعجزات (ق ، غ ١٥ ، ١٥٠ ، ٣)
ـ لا بدّ ، فيما يدلّ على النبوّة ، من اجتماع شرطين : أحدهما : أن نعلم أنّه من قبله تعالى. والثاني : أن نعلم أنّه خارج عن العادة. لأن عند هذين الشرطين ، نعلم تعلّقه بالدعوى على جهة التصديق (ق ، غ ١٥ ، ١٧١ ، ١١)
ـ قال أهل الحق النبوّة ليست صفة راجعة إلى نفس النبيّ ، ولا درجة يبلغ إليها أحد بعلمه وكسبه ، ولا استعداد نفسه يستحقّ به اتّصالا بالروحانيّات ، بل رحمة من الله تعالى ونعمة (ش ، ن ، ٤٦٢ ، ١٢)
ـ قالت الشيعة الإمامة واجبة في الدين عقلا وشرعا ، كما أنّ النبوّة واجبة في الفطرة عقلا وسمعا (ش ، ن ، ٤٨٤ ، ١٠)
ـ ليست النبوّة هي معنى يعود إلى ذاتيّ من ذاتيّات النبيّ ، ولا إلى عرض من أعراضه ، استحقّها بكسبه وعمله ، ولا إلى العلم بربّه ؛ فإنّ ذلك مما يثبت قبل النبوّة. ولا إلى علمه بنبوّته ؛ إذ العلم بالشيء غير الشيء ... فليست إلّا موهبة من الله ـ تعالى ـ ، ونعمة منه على عبده. وهو قوله لمن اصطفاه واجتباه : إنّك رسولي ونبيي (م ، غ ، ٣١٧ ، ٦)
ـ الجاحدين لوجوب الوجود فإنّهم قالوا : النبوّة ليست من صفة راجعة إلى نفس النبيّ ، بل لا معنى لها إلّا التنزيل من عند ربّ العالمين ، وعند ذلك فالرسول لا بدّ له أن يعلم أنّه من عند الله ـ تعالى ، وذلك لا يكون إلّا بكلام ينزل عليه أو بكتاب يلقى إليه ؛ إذ المرسل ليس بمحسوس ولا ملموس ، وما الذي يؤمنه من أن يكون المخاطب له ملكا أو جنّيا؟ وما ألقى إليه ليس هو من عند الله ـ تعالى ـ؟ ومع هذه الاحتمالات فقد وقع شكّه في رسالته وامتنع القول الجزم بنبوّته (م ، غ ، ٣٢٠ ، ٤)
ـ النبوّة هي وحي الله إلى أزكى البشر عقلا وطهارة من ارتكاب القبيح ، وأعلاهم منصبا بشريعة (ق ، س ، ١٣٥ ، ١)
ـ المهديّ ، عليهالسلام ، والبصريّة وظاهر كلام القاسم : ويصحّ أن يكون النبي نبيّا في المهد. البلخيّ : لا يصحّ. قلت : وهو الأقرب لأنّ النبوّة تكليف ، ولا تكليف على من في المهد ، لعدم التمييز والقدرة ، إلّا أن يجعلها الله (له) (ق ، س ، ١٣٨ ، ٦)
نبي
ـ يقول (الأشعري) في معنى النبيّ صلى الله عليه إنّه في أحد الوجهين ، مشتقّ من النبأ وهو الخبر ، وعلى الوجه الثاني مشتقّ من النبوّة وهي الرفعة. منه يقال للمكان المرتفع" نبوة" ، ومنه يقال" نبا جنبي عن الفراش" إذا ارتفع. فإذا قلنا إنّه من الخبر فكأنّه سمّي بذلك لإخباره عن الله عزوجل على وجه مخصوص. وإذا قلنا إنّه من الرفعة فالمراد أنّه هو الذي رفع من شأنه وأظهر من منزلته ما أبين بها من غيره (أ ، م ، ١٧٤ ، ٣)