ن
ناجية
ـ أمّا الحديث الآخر وهو قوله" الناجية منها واحدة" ، فالرواية مختلفة فيه ، فقد روي الهالكة منها واحدة ولكن الأشهر تلك الرواية. ومعنى الناجية هي التي لا تعرض على النار ولا تحتاج إلى الشفاعة ، بل الذي يتعلّق به الزبانية ليجرّوها إلى النار ، فليس بناج على الإطلاق وإن انتزع بالشفاعة عن مخاليبهم (غ ، ف ، ٨٦ ، ٢٢)
نار
ـ طريق النار معصية الله ، وإن لم تكن مجرّدة من بعض طاعات الله ، لأنّا قد نجد العبد يؤمن بكتاب الله كلّه ويكفر ببعضه ، فلا يكون مؤمنا ، ولا بما آمن به منه من النار ناجيا (ر ، ك ، ١٥٠ ، ١٥)
ـ إنّ النار عند إبراهيم حرّ وضياء والحرّ والضياء عنده جسمان يجوز عليهما البقاء (خ ، ن ، ٣٦ ، ٤)
ناسخ
ـ اختلف الناس في الناسخ والمنسوخ هل يجوز أن يكون في الأخبار ناسخ ومنسوخ أم لا يجوز ذلك. فقال قائلون : الناسخ والمنسوخ في الأمر والنهي. وغلت" الروافض" في ذلك حتى زعمت أنّ الله سبحانه يخبر بالشيء ثم يبدو له فيه ـ تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. واختلفوا في القرآن هل ينسخ بالسنّة أم لا على ثلث مقالات : فقال قائلون : لا ينسخ القرآن إلّا قرآن وأبوا أن تنسخه السنّة. وقال قائلون : السنّة تنسخ القرآن والقرآن لا ينسخها ، وقال قائلون : القرآن ينسخ السنّة والسنّة تنسخ القرآن (ش ، ق ، ٤٧٨ ، ١٢)
ـ إنّما الناسخ والمنسوخ هو أنّ الله سبحانه نسخ من القرآن من اللوح المحفوظ الذي هو أمّ الكتاب ما أنزله على محمد صلىاللهعليهوسلم ، لأنّ الأصل أمّ الكتاب ، والنسخ لا يكون إلّا من أصل (ش ، ق ، ٦٠٧ ، ١٣)
ناظر
ـ أمّا وصفه بأنّه (الله) ناظر فإنّه لا يصحّ ، لأنّ هذه اللفظة تستعمل في الشاهد ، لا بمعنى الرؤية ، لكن بمعنى تقليب الحدقة نحو الشيء التماسا لرؤيته ، وذلك يستحيل فيه ، جلّ وعزّ ، ولذلك قلنا إنّه لا يقال إنّه يقلّب حدقته نحو الشيء ، ولا يقال إنّه ينظر فيه ، وإن صحّ أن يقال إنّه ينظر بمعنى الرحمة والإنعام ، ولا يقال ينظر بمعنى يفكّر (ق ، غ ٥ ، ٢٤٢ ، ١٦)
ـ اعلم ، أنّ الناظر يجد نفسه ناظرا ، لأنّه يعقل الفرق بين أن يكون ناظرا ، وبين سائر ما يختصّ به من الأحوال ؛ كما يعقل الفرق بين كونه معتقدا ومريدا. ولا شيء أظهر مما يجد الواحد منّا نفسه عليه ؛ لأنّه ، في حكم المدرك ، في قوّة العلم به. فإذا صحّ ذلك ، وعلمنا أنّه إنّما حصل ناظرا لمعنى ، لأنّه قد حصل كذلك مع جواز أن لا يكون ناظرا ، فكما أنّه يجب أن يكون مريدا لمعنى ومعتقدا لمعنى ، فكذلك يجب كونه ناظرا لعلّة (ق ، غ ١٢ ، ٥ ، ٣)